الهوية

خديجة باكني | المغرب

أضعت الطريق …
أيــن أنـــا ؟
و مـا هذا الشهيـق؟
أخذني فضولي من دون رفيــق
أتممت السير بإحساس رقيـــق
أهــيم فــي صحراء كالغـريــق
أبحث عـن الهـــويــة
فإذا بصوت ينـادي
يا عربـي يا ابــن أمـي و أبــي
أنا حليمة اللبنانية بنت الشـهـيـد
حـرقوا زرعي و عـتـادي
حتـى منجلــي
رغم أنـه مــن حــديـد

و أنــا
أنـا رقـية بـنـت الـحرة الـعراقـية
أنـاضل مـــن أجــل الــــتربـــــــة
مـــن أجـل الحكاية و البنـدقيـة
من أجل من عذبــوا و صلبــــوا
من أجل دمــعة شيخ قاسيـــة
من أجل أختي و أمي البغدادية

صـبــــرا ومن أنــت ؟
أنــــا
أنـــا السورية أم وليـــــــد
أخـــــذوه كالطـــــريــــــد
أحـــــرقوا البيت و الــزاد
أضرموا النــار في الأوتـاد
و عــكرت ميـــاه الــــواد
بدم الصـــبـايـــا و الأولاد
فاللــعنة عليـك يا جــلاد

أنــــا
مهلا
أنا أعرفك مند زمــان
أنت من زرعت الزيتون و الرمـان
و الفــل و الزعفـران
و حملت الرشاش على العــدوان
لازال لم يحـن الأوان
فصــرختك تعلو كل مكـان
و قلــبك كالـخـزان
وجــدتـك مـرة
تحت ظلال السفـرجل
تحيكين كفن الشهيد من وبـر
على زغاريد و نشـيد و وتــر
أنت صابــرة
بــنت ناصرة الفلسطــينـية

أمـا أنــت
أنــــــــــا
أنا يامنة أم الشهيد اليمـنية
أعلنت العـرس و الخـضـاب
و طــرقـت كـل الأبـــــواب
لأضرم نارا ردا على الجـواب
فأنا حبالة وليس لدي اعتراض
الــيوم مـحـمــد و غـدا زريـاب
يـليـه نـاصـر و فــرج و إيـهـاب
فـشعـلة الـفرح آتـية بالتـرحاب
رغـما عـلى أنــف كــل مـصاب
بـعــدوى الــدمـــار و الخــراب

أنــــــا
أنـا حـوريـة المـغربــيـة
أنـا هـنا لأضمكن الى صدر ضـاق
بـحرقـة تـنهـيداتـكن و الـفـــراق
أعـطـركــن بــمــــاء ورد
و حـب كــل العشــــــاق
أنـا هنـا لننشد نشيد الاشتيـــاق
للــســلام و الــحــرية و الــوفــاق
و أشــــد عـلى أيــادكــن للارتيـــاق

و أنــــــا
أنـــا العــــــربــــي
و أنــتـن هــويـتي الأبديـــة
و دواويـــن تـــاريـــخــيـــة
سطرت بريشة ذهـــبـــيــــة
تحمل عنــــــوان
الســيدة الفـــــولاذيــــة
فألـف تـحيـة لـلمــــــرأة
الحــرة العــربـــيـــــــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى