سوالف حريم.. سقا وعكّة ستي
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
وبما أنّ جدّتي ومجايلاتها وسابقاتها كن حاذقات ماهرات، فقد اكتشفن بعض الأمور بالفطرة، فلحاجتهنّ لحفظ اللبن الرّايب وخضّه لاستخراج الزبدة منه، وتصنيع الباقي لبنا جميدا لا تطيب المناسف إلا به، فقد استعملن جلود الغنم البياض”الضّأن” “سقا” لذلك، وهو يملّح ويدبغ كما القربة المصنوعة من جلد الماعز، لكنه أكثر ليونة من القربة، وكانت الواحدة منهن تنفخ “السّقا” بفمها ثم تغلقه جيّدا، وتجلس على الأرض ثانية ركبتها الى الأعلى، وتضع السّقا عليها، وتخضّه محرّكة إيّاه من اليمين الى اليسار وبالعكس، فتتجمع الشحوم والقشدة الى كتل هي الزّبدة، فتستخرجها وتضعها في إناء، وكانوا يستعملونها لقلي البيض وغيره، أو يصنعون منه السّمن البلديّ، بغليه على النار مضافا اليه العصفر ليعطيه اللون الأصفر مع قليل من الرزّ، وبعد أن يبرد كان يتجمد بلون أصفر، وله اكثر من استعمال، أهمّها هو قلي البيض و”تجريع” المناسف به.
والسّمن يحفظ بوعاء جلدي مصنوع من جلد الماعز كما القربة أيضا، بعد اشباعه بزيت الزيتون ليبقى رطبا وسهلا للطّوي والتحريك.