مرارا نهضت
نداء يونس|فلسطين
اللوحة للفنان الإيطالي: فيديريكو مازوتا
وقلت؛
لا أعرف الطريق إلى دمشق مثلا
ولا إلى قلبي،
لم تورثني قدماي معرفة بهذي الجغرافيا،
بغير الورق
لم أقرأ سوى تاريخ مكتوب عن التاريخ
وحفظت كلام الآخرين عن الغرق.
أجدت الكتابة بالتخيل والنظر
بعينين مغلقتين
ويد تجيد إطلاق الرصاص على القدمين.
لم أعرف كيف أستمر بالاتكاء المر على نقطة وهمية في الفراغ
ولا كيف أكتب الحب
وأنا أكتفي بالدوان حول صورته
أو باستعاره أناجيل السلالات.
لم أقاتل كي أكرر سطرين من اسطورة ممكنة
ولم أتقن السير في النور
كنت مرارا تعثرت وقمت
مرارا وقعت
مرارا نهضت
مرارا لعنت كل شيء بصوت مبتور وحنجرة دامعة
مرارا استعنت بنصوص مقدسة كي أمنح اللاشيء معنى
كي أمنح الحب لا معنى،
مرارا أفقت، لكن لم أكن أنا.
أوصتني جدتي بالحب مثل القنافد
ولأنني بطبعي أفترض أن القوارب كي تسير ينبغي أن تلمس الماء
ولأنني أفترض أن حواس الجدات مشوشة
بفعل الاحتجاز بعيدا عن الفضاءات التي أرى
وبأن الحب مثل الإلكترون المفرد
لأنني جهلت أن العمودي أيضا طريق
مارست تطهري بالتخييل كي أرى
ثم بالامتزاج كي أراك.
حين أحببت وقع رأسي
مثل الحصوات في إناء،
كان الماء متوحشا
وكنت؛ أخاف.