معراج
أحمد آل محمد | العراق
سَاعَة تَامَّة كَميلَادٍ بِلا زَمنٍ.. يَدفَعهَا النَّسيمُ..
سَاعَة مَنقُوصَة كَموتٍ بِالأَمكِنةِ.. تُدوِّرهَا الصَّحرَاءُ..
تَتكَوّر المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّر الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّر الزَّمنُ مِن الخَلاصِّ..
النَّفسُ المُتغَيّرةُ بِالمَكنُونِ مِن أَصابِع النُّعاسِ عَلى الحَبلِ الأَبيضِ لِلفَجرِ..
كَما مَاءٌ يَتخَطَّى بِلا نَهرٍ خَشيةَ الَّلإِرادِيّ مِن فِعلِ الضِّفةِ..
لِتتَسلْسلَ كَالهَواءِ عَلى صَخرةِ العَينِ المُفتَتةِ بِالسَّحابِ..
جُندَا أَو شُموسَا مِن تُرابِ الأَلمِ..
تَرتفِع بِلا جَناحٍ مِن صَفحةِ الغَسقِ إِلى مُطلقٍ تُداوِرهُ القِيثَارَاتُ..
يَا ذَاتَ الصَّمتِ المُشيَّع مِن النَّظرَة إِلى وَحشَة الزُّجاجِ..
كَرِّري الحَركَة المَنسِيّة لِلطَّريقِ.. عَلى قَدمَيكِ دُون مَاء أَو ظُلمَة..
عَارجَة مِن القَطرَة لِغيَاهِب اليَقظَة.. مُكتُوبَة كَالمَوتِ عَلى رَقصةِ الَّلونِ الإِلهِيِّ..
تَتكَوّر المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّر الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّر الزَّمنُ مِن الفَناءِ..
المَرءُ البَاقِي بِالوَاضِح مِن كَأسِ الأَرقِ عِند الحَبلِ الأَسودِ لِلفَجرِ..
كَما يَباسٌ مُتجَعِّد بِلا طِينٍ..
بِالإِرادِيِّ مِن سُكوتِ النَّهرِ لِيتَبعْثرَ كَالرِّيحِ عَلى فَراغِ الجَسدِ المَجمُوعِ بِالمَطرِ..
مُسوخَا أَو أَحجَارَا فِضِّيةً مِن وَهجِ الرَّغبَة..
تَنغَمسُ عَلى صَفحَة البَياضِ إِلى مُحددٍ تُشتِتهُ الأَصوَاتُ..
يَا ذَاتَ الكَلامِ المُرتَفعِ مِن الإِغمَاضةِ إِلى قُرَّة الرُّوحِ..
خَلِّقي الشَّللَ المَذكُورَ لِلخُطوَاتِ عَلى نَبعكِ.. بِلا ضَجرٍ أَو نَهارٍ..
مُتوَسّدَة اليَباسَ.. إِلى بَوابةِ الحُلمِ..
مَمحُوّةً كَالحَياةِ.. عَلى سُكونِ القَولِ الشَّيطَانِيِّ..
تَتكَوّر المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّر الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّر الزَّمنُ مِن الخَلاصِّ..
الإِنسَانُ المَرفُوعُ كَنغَم الكَمنْجةِ.. زَهرَة الجَبلِ الرَّائِية لِصوْت اللهِ..
عَلى الشَّلالِ الزَّاخِ مِن مُنحَدرَاتهِ.. تَتمَايلُ أَيقُونَة..
تَنفَرجُ بِساقَيهَا بِيبَانُ الغَيبِ.. والصُّورَة الَّلامَرئِيّة لِبرُودَة النَّهارِ..
مُتزَيّنةً كَالبَيتِ.. والقَلبُ مِفتَاحٌ لإِيمَانهَا..
لِئلَا تَحبَل بِكهُولَة الخَوفِ..
مُنزَاحَة عَن الحُّبِّ.. مُنذِرةً بِنارِ العَالمِ.. بِفوْضاهُ.. بِالسَّاعَاتِ كَالعَمى..
مُردِّدةً عَلى الأَرضِ العَتيقَة يُبنَى اسْم اللهِ.. دُونَما لُغةٍ.. والكِتابُ أُفقٌ ضَاحِك..
عَلى الشَّجرَة الدَّمعَة كَأنَّما حُضنٌ.. مُتنَسِّكةً بِصمتِ الدَّمِ واصِلةً بُرجَ الرُّوحِ..
تَتكَوّر المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّر الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّر الزَّمنُ مِن الفَناءِ..
الذَّاتُ الهَابِطةُ كَالفِتنَة.. شَوكةُ الهَضبةِ الغَافِلةِ عَلى سَوادِ الرَّملِ المُتحَركِ بِالسُّكوتِ الشَّيطَانِي تَنامُ..
حُفرَة تَندَملُ بِأصَابِعهَا المَجاهِيلُ.. والعَطشُ المَرئِي لِلظَّلامِ..
قُربةً لِلجُرحِ.. مَآلٌ لِكفْرانِها..
لِئلَا تُقتَل بِالضُّحى.. مَاضِيةً عَلى الجِسرِ.. عَن الكُرهِ..
مُبشِّرةً بِفرْدوْس العُزلَة.. بِالأَيّامِ رُؤَىً..
صَارِخةً كَالقُبورِ.. عَلى السَّماءِ الجَديدَة تَقفُ الغِوايةُ..
بِكلِّ كَلمَة.. والَّلوحُ سَاقِيةٌ عَابِسةٌ..
مِن الفَأسِ المَثلُومَة سِلسِلةً.. مَشدُودَة بِضجِيجِ الهَيكلِ…