سوالف حريم.. غُفْرة ستّي
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
رحم الله ستّي حلوة، وكلّ جدّاتنا، فقد كن يعملن شيئا من لا شيء، قانعات بما هنّ فيه، ويحرصن على رعاية بيوتهن قدر استطاعتهن وبما يتناسب مع حياة الفقر التي عشنها، وحرصا منهن على الحفاظ على ملابسهن وملابس الأسرة الفقيرة، فقد أبدعن بديلا للخزانة المعاصرة التي لم يكنّ يعرفنها، أو بالأحرى لم يكنّ بحاجة لمعرفتها، لأنّها لا تتناسب وحياة بيوت ” الشّعَر ” وهذا البديل اسمه ” الْغُفْرَة ” وهو مصنوع من النول البلدي، حيث يقمن بجمع جزأين من النول طول الواحد منها يتراوح بين متر ومترين-حسب عدد أفراد الأسرة- ويعملن لهما قاعدة بعرض حوالي نصف متر، ثمّ يخطنه بخيطان الصوف، تاركات له بابا طوليا، ويضعنه في منتصف بيت الشّعر، بين “الصّهوة” والشَّق” بعد أن يرفعنه عن الأرض بحجارة قد يزيد ارتفاعها عن ثلاثين سم ليحمينه من الرطوبة، ويضعن به ملابس الأسرة. وعندما بدأ الاستقرار في البيوت الحجرية، وكان بناء الحيطان فيها من مدماكين ليزيد عرض الحائط عن متر، تركوا للغُفْرَةِ في أحد الحيطان طاقة كبيرة غير نافذة، تكون بطول مترين وارتفاع حوالي متر ونصف، ولاحقا عملوا لهذه الطاقة أبوابا ودفّات ورفوفا خشبية، لتكون البدايات لخزانة الملابس الحالية.
فهل تتدبر نساء هذا الزّمن ترتيب بيوتهن كما كانت تفعل ستّي حلوة ومجايلاتها وسابقاتهن؟