التاريخ ليس ما تقرأون؛ بل هو ما تفعلون، هو الحياة

خضر محجز | غزة – فلسطين

التاريخ إرادة القوة. والتاريخ ليس ما تقرأون بل هو ما تفعلون، هو الحياة.

وهذا الجيل يعشق هذه الجملة، كما يعشق قميءٌ مقبوحٌ هيفاء وهبي: لا يتوقع الحصول عليها، لكنه يعشقها، ويلجأ إلى فراشه ليراها في النوم.

وهناك من لا تعجبهم الجملة، لأن القوة تُعجزهم، حتى في الخيال، لِما يرونه من استحالة أن تنام هيفاء وهبي في فراشهم حتى في الأحلام.

ولو تأملت لرأيت جيلاً يشكو من واقعه، فيبحث عن الحلول كلامياً، ويقترح حلولاً سهلة، لواقع صعب.

من أطرف ما رأيت من هذه الاقتراحات إنشاء قائمة شبابية لخوض الانتخابات.

طز

وماذا لو حصلتم على تمثيل؟

أترون المجلس التشريعي فعل شيئاً، أم تريد قلة منكم أن تؤمن مصالحها وتبحث عن خلاصها الخاص بهذا الخداع؟

إنه جيل لا يحب صعود الجبال. يقرأ القرآن وكلما مر عن آية قوة فسرها بالضعف. إنه يرغب في التغيير، ولكن إرادته تعجزه، فيكتفي بالبكاء.

التاريخ هو إرادة القوة ـ شئتم ذلك أم بكيتم ـ والقوة هي إرادةٌ قبل الفعل، فما ضعف من توفرت له إرادة القوة. أما الضعاف حقاً فهم الذين لا يملكون الإرادة. وعلى هؤلاء أن يرحلوا عن الحياة، فقد استقذرتهم الحياة.

ثمة تمظهر آخر لانعدام قدرة هذا الجيل على الحياة، يتمثل في مطالبته المفكرين الأحرار بأن يكونوا له قدوة، فإن تقدموه ودفعوا الثمن، تحول الجيل إلى حكماء ناصحين ينهونهم عن إلقاء الأنفس إلى التهلكة.

فبالله عليكم، ما هي صفات الأوغاد غير ذلك؟

أليس الوغد هو من يتخذك ملهما وقائداً ثم يطالبك بالمساواة؟

فما هذا الحمق إلا من ذاك العجز.

إنه جيل لا إرادة له، يقتنص الكلمة من الفيس بوك، لأنها تعجبه، ويراها تفعل بنفسها.

إنه جيل يرغب في الفعل، فتعجزه إرادة كليلة. وهذا هو الضعف. وعلى الضعفاء أن يموتوا.

لكنهم يفضلون أن يناموا إلى الظهر، فإن عاتبتهم طالبوك بالعمل. لكنهم لا ينهضون من فراشهم إلا ليسألوا عن الكوبونة.

المتسولون أوغاد، ولا إرادة لهم. وعليهم أن يرحلوا.

سيتهمون الجيل السابق بأنه أورثهم هذا

فماذا كان؟

أتبكون ما كان وتبحثون عن أسبابه، كتلميذ يقدم امتحاناً أكاديمياً؟

وهب الجيل السابق أورثكم هذا، فهل تنامون إلى الظهر إلى أن يصحح لكم الأوضاع؟

إن التفكير شجاعة. وإن الأوغاد لا يفكرون، لهذا تكثر حالات الانتحار بين الأوغاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى