ما زلتُ أَسألُها
سائد أبو عبيد | فلسطين
الرسام اندريه ماركيف
لماذا لمْ يصلْ للآنَ عطرُكِ زاجلُ الشّوقِ المُسافرِ بالرُّؤى؟
للآنَ أَنفاسي على جَمَراتِها
هل ترزَحينَ بقيدِ خوفِكِ والصَّقيعْ؟
مُتقابِلانِ بلا انتباهاتٍ إِلى قَسَماتِنا
مُتَشنِّفانِ بِنا تراتيلُ ارتقابٍ أَنْ سنعبرَ نحوَنا
صَدَأٌ على موجاتِ صوتي
لكَّأتني نظرةٌ من عينِها
يا للطيورِ الهائماتِ بوجهها!
في كل يومٍ تصعدينَ بنعسَتي وهجًا لذيذًا
يفتحُ الأَبوابَ للميعادِ
أسلمتُ افتعالي واشتعالي كلَّ ذاتي
أنَّقتني نأمةٌ كفتىً ملظى بالسِّنينِ الكاذباتِ
وعطَّرتني خلوةٌ تتنزلينَ بِها بلا نكثٍ
كوحيٍ جاءَ يقرأُ لي رنينَ يديكِ في أبوابِ وقتي
كهفُ قلبي يستضيءُ على الهَيامْ
أثداءُ كحلى بالغرابيبِ استوينَ على العرائشِ
كأسُنا حجرٌ تعطَّشَ للَّمَى
للرَّغبةِ النَّشوى بشهوةِ قُبلةٍ مُثلى يُغنِّجُها النَّدى
جودي لينبتَ عشبُ مائِكِ بِي
على أَلَمِ المفاصلِ
فالعذوبةُ وحدُها رقَّاصةٌ عذراءُ
مثلُ نبيةٍ جاءَتْ تُبَشِّرُ بالحياةْ
جَسدٌ بلذَّتِهِ تفتَّحَ
جاءَ يصهلُ صدرُها
ومجرَّةٌ للضَّوءِ يسبحُ خصرُها
تمرٌ هيَ الشاماتُ قوتُ حمائِمي
هدَلتْ بلهفتِها إِليكِ
دَلَفتِ منِّي
واجترأتُ القربَ أَكثرَ
كلَّما هامستُها أَخذتْ سبيلًا للرَّحيلِ كأَنَّها