مقال

نكسة فبراير

مروة جمعة الطيف | ليبيا
سفيرة السلام الدولي كاتبة ومدربة إعلامية ومتحدثة وتحفيزية

مختبئةٌ في غرفتي، نائمةٌ في فراشي، تائهةٌ تحت غطائي، وضجيجٌ بيني وبين نفسي، أفكارٌ تدور في عقلي بين المزح والجد، بين الأمل والتأمل، مشاعرٌ مختلطةٌ بين الحزن والخوف الشديدين، وأوهامٌ تخيّم بداخلي، وفي لحظةٍ تنتهي تلك الأوهام والمشاعر، وأستيقض على تلك النكسة، نكسة فبراير، على صراخ والدتي وأخواتي، وكل المخاوف أصبحت حقيقة، وتحول الضجيج مني، وأصاب أرجاء بيتي، بين الصراخ والبكاء تائهةٌ ضائعةٌ، أصابتني حالة من الجنون، أيعقل هذا؟ هل كل شيءٍ حقيقة؟ هل ذلك الخبر صحيح أم حلم؟ لا لا لا، عدتٌ إلى الحالة المختلطة بين الخوف والأمل، بالله أن يكون كل هذا غير صحيح، وأصابني الضجيج في مسامعي، رافقتني حينها كلمةٌ واحدة أنّه كذب، كل شيءٍ كذب، ولكن بعد ساعاتٍ قليلة انتهى ذلك الأمل، عندما رأيتُ جثمان والدي بين يدي، وهو متسطحٌ بكفنه الأبيض، والنور يخرج من وجهه، والرائحة الزكية تفوحٌ منه، حينها أيقنت بأنه هذا هو اللقاء الأخير لوالدي، أصابتني حالة من الصمت وسيطر عليّ فجأة السكون، بل الفشل والشلل أصاب قدماي، أريد اللحاق بسيارة الإسعاف ولكن دون جدوى، وعمت تلك النكسة جسدي كلَّه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى