وَراءَ السُّطور.. وأشياء أخرى
تركي عامر | عكا – فلسطين
(١)
يا كَوْمَةَ القَشِّ،
لا ماءَ في الدّارِ.
وَالرّيحُ لا تَمْشِي،
في حَفْلَةِ الزَّارِ.
بِصَوْتِها الهَشِّ،
قالَتْ لَنا الإبْرَةْ:
لَنْ تَنْجَحَ الثَّوْرَةْ،
إلّا إذا قُمْتُمْ..
مِنْ نَوْمَةِ الطَّيْشِ،
والرُّوحَ سَلَّمْتُمْ..
لِقَبْضَةِ النّارِ!
(٢)
بِهٰذا الطَّقْسِ تَحْضُرُنِي بِلادٌ:
قُرًى كَالحُلْمِ تَحْضُنُها الجِبالُ.
هُناكَ الصَّمْتُ تَسْمَعُهُ وَتَمْضِي،
إلى قِمَمٍ يُعانِقُها الخَيالُ.
(٣)
أتانِي خاطِرٌ سَلِسُ المَزايا:
يُعِيبُ النَّفْسَ لِلْأَسَفِ الغُرُورُ.
على أشْكالِها تَقَعُ المَرايا،
وَحَوْلَ الشَّكْلِ تَزْدَحِمِ السُّطُورُ.
(٤)
لأنّكِ يا حُلْوَتِي تَسْكُنِينَ خَيالي،
وفي كلِّ ثانيةٍ تَخْطُرِينَ بِبالي،
لِعَيْنَيْكِ قَلْبِي يُؤَلِّفُ سِفْرًا جَدِيدًا،
أسَمِّيهِ يا وَرْدَتِي مُعْجَمًا لِلْجَمالِ.
(٥)
وَرْدَتُنا الجَمِيلَةْ،
لَنْ تَجِدُوا مَثِيلَا..
لَها على الأرْضِ، وَلَنْ
نَرْضَى بِغَيْرِ عِطْرِها..
بَدِيلَا.
(٦)
يَعْتَرِينِي شُعُورْ..
أنَّنا مِنْ قَدِيمِ العُصُورْ،
لَيْسَ سِرًّا..
على حَلِّ (عَرْشٍ) نَدُورْ.
سَأُفَسِّرُ ما يَعْتَرِينِي:
لِفَرْطِ الفُجُورْ،
إنَّ أمْرًا يُحَضَّرُ جَهْرًا..
وَراءَ السُّطُورْ.
(٧)
دَعْ عَنْكَ كُلَّ الشِّعاراتِ الّتي.. رَفَعُوا،
بِالمالِ فَكِّرْ…. ولا تَكْفُرْ…. بِمَنْ دَفَعُوا.
كُنْ مِثْلَما السُّوقُ تَبْغي لا على خُلُقٍ،
فَلَيْسَ في السُّوقِ لِلأخْلاقِ… مُتَّسَعُ.