رؤوس السنابل الشامخة
سامر حجيجي / فلسطين
أحدهم
رمى قبعةً على غصن شجرة بائسة و قال لها:
(جِدي رأساً)
الرؤوس صناديق اقتراع
والناخبون بقايا نخلة حائرة
عشبٌ على صدر الحقيقة
هشٌّ، لكنه ليس أيبس
الرؤوس سنابلٌ شامخةٌ
و الرياحُ تتقن فن العبث بها
يا لهذا التاريخ
يا لهذه الأحافير الضاربة في الرمل
يا لقبضة السماء على مسير القوافل
يا للسكاكين التي تسكر تسامحاً
حريةً ……. حرية
معولان يتسابقان لهدم القباب
يخرجا رأسيهما من فوهات البنادق
و يعصران الرصاص كما تعصر امرأة ثياب ابنها الشهيد
في اليوم الثاني لزفافه
اربطة العنق مواقيت النفاق
والدين حصان الكرسي
و الوطن (اعني الكلمة) سيجارة من (كوبا)
ورأس الشهيد يتساقط منه الرصاص
الطيور تحرس الحدود
بلا قمح أو بندقية
يد تمتد لتقتل الفيل
يد أخرى تنظر الى الملك
يتحرك الجنود للخلف
والفرس الى اليمين
نفس اليد تقتل الملك
حرية …. حرية
اللاعبون احجار
صفقة خاوية من حكمة التاريخ
و ملاعق على موائد الكفر
عسل يخرج من الواح الصبر
تراتيل العهر المقدس
و ثلاثية اللغة
هنا و هناك البعيد
و ما بينهما من ظروفٍ تخترق المنصات
الخطب تكره الأفواه
والتماسيح أفواه الدموع
لكَ يا وطني ما تريد
نائب بالديمقراطية
و رئيس بالديمقراطية
لك ما شئت من عبق القدس ومن مشانق عكا
حرية …. حرية
لي غفلة الكتب على وجع المدينة
لي ارجوانية التراجيديا
ثيوقراطية الكوميديا
لي همس الكنعانيات في أذن عشتار
لي كرسي المتسول أصنع منه أشجاري الهاربه
و جرحٌ بيده الممدودة كي تعبره روايات (ماركيز)
و هواء من ساحل يافا يبتلعه (مجفف الشعر)
غرست بصدر الوطن نصوصي الحالمة المتوحشة
أحاول غربلة الأرض بكفين من صخر
فيهرب الوطن و يبقى الصخر
لي رغم ما ليس لي
زيتونة يتيمة
والكثير الكثير من
الحرية
حرية … حرية