انصهار
عبد السلام المحاميد | سوريا
وتلتصقينَ بنبضي،
فأنفضُ عن كاهليَّ غبارَ السّنينِ
و آوي إلى ساعديكِ..
هل ارتحلَ العمرُ؟
هل غيَّرَ النّهرُ مجراهُ؟
ماذا تبقّى سوى حِفْنَةٍ من هواءْ،
وفُتاتِ شعاعْ؟
وزنبقةٍ آذنتْ بالرّحيلْ؟
أُلملمُ وجهي الذي ضاعَ وسْطَ الزّحامِ
وأصرخُ: يا ليلُ خبِّئ دموعي
بين حناياكَ
و انثرْ على الأفقِ شكوايَ-إنْ شئتَ-
هذا دمي يتهجّى أُفولَ المسافاتِ
لي خطوةٌ ثمّ يقتاتُ ضوئي الغروبْ
وتلتصقينَ بنبضي..
أيا امرأةً مقلتاها انبعاثُ الفصولِ
وضِحْكَتُها مطرٌ،
وشذاها انبلاجُ الصّباحْ
وتبتسمينَ..
فيستيقظُ الحلمُ من نومهِ،
و تفرُّ العذاباتُ
ها… إنني واقفٌ في انحناءِ الخريفِ
أُحاولُ أنْ أستعيدَ اخضرارَ الزّمانِ،
وشيئاً من الذّكرياتِ العنيدةِ،
أو دفتراً ضاعَ في ليلةٍ عابسهْ
وتلتصقينَ بنبضي…
وتسكبُ كفّاكِ فوق جبيني الحنانْ
هل انكسرَ القلبُ؟
لا… إنَّ أسئلةً تولد الآنَ
من شفتيَّ
و إنَّ المدى مُشْرَعٌ للسّفرْ.