قراءة سريعة في مشهد الانتخابات الفلسطينية

محمد زهدي شاهين | فلسطين

إن التشظي القائم اليوم في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لم يكن وليد هذه اللحظة، بل جاء نتيجة لعدة اخطاء متراكمة خلال عدة سنوات، يحمل وزره بدرجة كبيرة من هم في المشهد الفتحاوي، والقاعدة بنسب متفاوتة.

السماح لاعضاء من اللجنة المركزية بالترشح للانتخابات العامة بعد التصريحات التي صدرت من قبل القيادة الفلسطينية ومن شخوص نراهم في قائمة حركة فتح بعد أن تم اتخاذ قرار بمنعهم واعضاء المجلس الثوري والأقاليم والمحافظين من الترشح يعد كبوة كبيرة وخطأ جسيم يحسب عليهم وله عدة تداعيات في الشارع الفلسطيني، فهذه الخطوة غير مدروسة وأعدها قفزة في الهواء.

هذا الأمر له عدة دلالات منها ضعف في الآداء وتخبط في المواقف، وعدم انسجام مع القاعدة ، أو لغاية في نفس سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أراد تمريرها.

فيما يخص قائمة الحرية التي تم تشكيلها من قبل الأخ مروان البرغوثي من خلال الأخت إم القسام فهي الأخرى لم تكن عند حسن ظن الشارع الفتحاوي لأسباب عدة لعدم حُسن إدارة الأزمة. هذه هي قرائتي وقد أكون مخطئاً في تصوري، وهذا سينعكس سلباً على الأخ مروان.

أما قائمة (المستقبل) التي شكلها التيار الاصلاحي، فخير الكلام ما قل ودل ( فعن إي مستقبل نتحدث وهو رهن لعواصم عربية تتسارع لإقامة علاقات مع الإحتلال على حساب قضيتنا  الوطنية.

وفيما يخص قائمة (القدس موعدنا) التابعة لحركة حماس فهي الأخرى عليها عدة ملاحظات إحداها اعتماد هذه القائمة على جذب الناخب الفلسطيني من خلال إستدراجه للصندوق عبر إستثارة عواطف الفلسطينيبن كونها تضم أكثر من مرشح من اسرانا يقبعون في سجون الإحتلال الإسرائيلي والمثل بحكي (الي بزيد عن حده بنقلب ضده) فمجتمعنا الفلسطيني واع إلى درجة كبيرة.  هذا عدى عن عدم الرضى التام من جماهير حركة حماس على عدة شخوص في القائمة.

إن العدد الكبير للقوائم التي تم تسجيلها لكي تخوض الانتخابات التشريعية المزمع عقدها ينم عن تعطش الفلسطينيين من اجل المشاركة في العملية الديمقراطية وهذا حقهم ولا جدال فيه.

اتوقع بأن عدة من هذه القوائم لن تصل إلى نسبة الحسم مما يعني ذهاب الكثير من اصوات الناخبين سدى.

واتوقع بأن الكثير منها أيضاً سيكون لها حظاً وافراً في عدد المقاعد.

المشهد الانتخابي غير مطمئن وسيكون هناك عزوف كبير من قبل الناخبين الفلسطينيين وعلى أغلب الظن بأن لا تتجاوز نسبة المقترعين ٤٥ % من عدد الناخبين.

لهذا أتمنى بأن يتم إصدار مرسوم رئاسي بتأجيل موعد اجراء الانتخابات الفلسطينية من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتدارك الموقف والعمل على رأب الصدع وتصويب الأمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى