محاولةٌ لملءِ الفَراغ
عبد الناصر صالح | طولكرم – فلسطين
إِيضاح:
هوَ الحُزْنُ مُلْحُ الكتابةِ،
وَهْجُ المسافةِ يمتدُّ في وَرقِ اللّيْلِ
يُسْقِطُ عَهْدَ الخياناتِ
زيفَ الكتاباتِ
أقْنعةَ الحِقْدِ،
فَلْسفةَ القَتْلِ
حَظْرَ التجَوُّلِ
حَرْبَ الإِبادةِ بين الأَشِقّاءِ
كذْبَ البياناتِ والخُطَبِ اللغْوِ
سَمْسَرَةَ الفكْرِ والرُّؤيةَ الضيّقةْ.
…
…
وما بينَ جوعي وشوْقي إِليكِ
تَظَلُّ البيارقُ مَرْفوعةً،
والعيونُ مُسافرةً في البلادِ
المآذِنُ صارِخةً بالهُتافاتِ
تَبْقى الميادينُ مَفْتوحةً
والحوائِطُ مَدْهونةً بالشّعاراتِ /
يكْتَملُ الواقِعُ ـ الحُلْمُ
والفُقراءُ سفينةُ نوحٍ على الأَرْضِ
يَنْتَشلونَ من البحرِ لُؤلؤَةَ الفَرَحِ العَذْبِ /
وَجْهُ الحقيقةِ يتَّخِذُ الآنَ
شَكْلَ الوضوحِ البدائيِّ
( لا تَجْزعي أَنْتِ
وانْتَشري على الأُفْقِ فاتحةً من كتابِ التّمرُدِ )
يَخْتَمرُ الأُفْقُ
والماءُ مَلْحُ الكتابةِ
طِفْلُ البِشاراتِ يَنْهَضُ مُمْتَطياً فَرَسَ الرّكْضِ
يأْتي إِليكِ،
فلا تَفْتحي بابَكِ للّيلِ
إنّي رأَيْتُكِ قَمَراً بارِقاً في الينابيعِ
مَرْكبَةً تَتَلّهفُ للشّاطيء الخَصْبِ
تَخْرُقُ أَنْظمةَ القَهْرِ
والسُّلْطَةَ القاتِلةْ.
مناخٌ آخر:
إِذَنْ كيفَ أرسُمُ فوقَ جبينكِ زَنْبَقَةً تَتَفَّرسُ
كيف أُجدِّدُ فيكِ انْتصارَ الضَّحيّةِ،
هل صَرْخَةٌ أنتِ مكْتوبَةٌ في نَسِيج النَّوافِذِ
أَمْ أَنْتِ دوّامةٌ تَتَجَسّدُ
في باحَةِ المدنِ المُقْبلاتِ من اليَقْظَةِ البِكْرِ
يَمْلأْنَ بالبَرْقِ خارطةَ الوَحْدةِ النّاقِصةْ ؟
ويا أيُّها الجَسَدُ المُتَوهّجُ
تحتَ حِجابَ التَّشَرُّدِ،
هل أنْتَ مَلْحمةُ الرَّوحِ
قافِلةُ الرَّغَباتِ التّي تَتَشَكّلُ
نارُ البداياتِ
عَصْرُ التَوحُّدِ والإِنْتصاراتِ
من أنتَ ؟
يا أَيُّها الجَسَدُ المُتَوَهّجُ
ناراً تُغَطّي حُدودَ الكآبة ؟
الأَسْئلة:
سأَلْتُكِ،
من أَيْنَ يأْتيكِ هذا التَّفاعلُ
من أيْنَ يأْتيكِ صِدْقُ النُّبوءاتِ
وَحْيُ البِداياتِ ؟
( أَذْكُرُ،
كُنّا نَسيرُ إِلى كَوْكَبٍ مبْهمِ الضَّوْءِ
نَحْتَلُّ هذا المطافَ الذّي تَعْتليهِ الرَّواسِبُ
نَرْكُضُ في الضَّوْءِ،
نَبْتاعُ بالفَرَحِ المُسْتَميتِ عذاباتِنا
نَرْتَقي سُلَّمَ الجوعِ،
( أيُّ البلادِ قَطَعْنا
وكانت نهاياتنا
أيُّ مكانٍ حَلَلْنا ؟ )
إِذَنْ فاشْتعلي بالبِدايةِ
أَنْتِ البِدايةُ
هل تَبْدأينْ ؟
وَجْه:
هُوَ العِشْقُ،
شَكْلٌ قَديمٌ يُحّدِدُهُ السَّادَةُ الأغْنياءْ
وشَكْلٌ جَديدٌ يُحّدِدُهُ الإِخْوَةُ الفُقَراءْ.
هُوّ العِشْقُ
ذاكَ الذّي يُوصلُ الشُّهداءَ بأرْواحِهِمْ
وَيُعيدُ إِلى الأَرْضِ خُضْرَتَها الأَبديَّةَ
يُضْفي على النَّهْرِ أعْشابَهُ السُّنْدُسِيّةَ
يَمْحو بَقايا الدّمارِ
ويَمْلأُ بالبَرْقِ خارطةَ الوَحْدةِ النّاقِصةْ.