فاقد الشئ قد يعطيه!!

 

أسماء سعيد | كاتبة مصرية

كثيرا منا  يطلق عبارة (فاقد الشئ لا يعطية) تلك المقولة بمطلقها أراها غير منصفة وغير صائبة وغير صحيحة، لأنها بكل بساطة طرحت بشكل أوسع وأعرض من اللازم .. بدليل أنه يوجد أناس حرموا من نعمة البصر أكفاء وأناروا بصيرة وبصر أمم من خلفهم، كما يوجد أب جاهل غير متعلم دفع الغالى والنفيس ليجعل أبناءه شامخين فى العلم وفى المراتب العليا وذلك بسبب الألام والمعاناة التى عاشها جراء حرمانه من التعليم..

كما وجدنا في واقع الحياة كثيرا من الشباب عاش يتيما أو لقيطا وتزوج وأصبح رمزا للحنية والرحمة والعطف على أبنائه لكى لا يلقي أبناؤه نفس ما لا قي من حرمان وجوع عاطفى.

وبذالك قد يكون فاقد الشئ سبب فى عطائه بل وغدقه؛ بل أحياناً يعطي بلا حدود لأنه عاش تجربة مريرة لا يحب أن يعيشها غيره ( مع ملاحظة أن العطاء سيكون غير مدروس أو مبالغ فيه بسبب بعض الأثر النفسى السابق) كما ندرك جيدا أن فاقد الشئ يعطيه ببزخ لأنه أدرى الناس بمراره فقدانه..

وإذا استعنا بقول الله عزَّ و جلَّ فى محكم تنزيله: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)

نجد أن فاقد الشئ قد يسعي لإسعاد الناس، ومن وجهة نظري أن فاقد الشيء يعطيه؛ بل ويعطيه ببزخ أحياناً …

إلا فى حاله معينة وهى فى صميم مقالى ( فاقد الشئ لا يعطيه فى الخلق والأخلاق والقيم فقط فمن لا يتربى عليها وينشأ بها وفقدها لايمكن أن يعطيها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى