ظلال
هبة وفيق الأحمد | سوريا
تعبت أقدام الإنتظار ..
والمسافات متخمة بالغياب
سأقف عند مفترق الطرق …
أودع الشمس ظلي ..
أعقد هدنة سلام مع نفسي…
“فصمتي الوحيد الذي لم يخن ذاكرتي
مازلت أحتفظ به تعويذة تقيني مكر الشامتين”
رحلتُ مني ولم أرتو مني بعد..
فأين أنا مني ؟
وأين يدي ؟ رسمتني هزيمة مغولية وغامت ؟
صعب أن تقف أمامك..
وتتفتق منك علامات الإستفهام ..
فالأماني تهمة لاتليق بالشهب …
والحلم خدعة ماكرة!..
والقدر حجة الصبر …
وطيور النورس تنشد لي لحنها الجنائزي …
“سيمفونية النفس الأخير في رئة الحياة “..
وقدماي ..
بساط الريح !…
فشلت آخر محاولاتي في الهروب..
ليتني أنبت في كوكب اخر ..
لأغسل حضارة الحزن ..
بالرمل والشمس والقمر والنجوم..
ليتني سنديانة لأردم الهوة السحيقة التي تفصلني عني بآلاف الأعوام ..
ليتني حرباء..
لأتقن دوري في مسرحية الحياة الهزلية ..
ليتني سنونوة لاتخشى حداد الخريف …
ولا أنين الشتاء ..
تعبتُ من التّرحال وأنا متسمّرة مكاني …
تعبتُ من التّحديق في الافق …
فكم من نجمة تسري تحت جلدي وعدتني بنور..
كاذب ..
إني أشكوني لنفسي ..
من يدري ..
فقد تتوق السّماء لزرقة تشبه النهار..
فأتلاشى كحبة مطر ..
(فقط ماتكاثر فينا من أحلام …
ستؤكد نسلها فينا ..
وتنسانا بلا أجنحة ..
في سماء ليست لنا )..