مقتطف من قصيدة دروب الصَّبْر
علي موللا نعسان | سوريا – أوسلو – النرويج
جَفى البِلادَ عُيونٌ صابها رَمَدٌ
إذ هاجَها شَوْكُ غَدْرٍ حاطَ مَرقَدَها
///
و شَلَّ حَيْصَ الأذى عَنْها قَذى كَدَرٍ
قَدْ شاكَهُ لُغْزُ بأسٍ باتَ يُرْشِدُها
///
و الرُّوحُ هلَّتْ تُعادي وعكةً جَحَدَتْ
على عُرىً لَفظَ أَنفاسٍ تُرَدِّدُها
///
وَ النَّفْسُ هامَتْ على طِلاوَةٍ في عُنُقٍ
يُسامِرُ الوَجْدَ و الإحساسُ يَمْرُدُها
///
وَ العينُ زاغَتْ عَن الأَوْهامِ في تُرَبٍ
تُداعِبُ الوَعْدَ و الأَضفارَ في يَدِها
///
عيشٌ تَجَلّى على حُلْمٍ رَوى حِكَماً
تُوامِقُ العَقْلَ و المَرْحى لِمُنْجِدِها
///
يَرْقَى إليها جمالٌ في حُضورِ نَدى
يُهامسُ الشَّتْلةَ المُثلى بِسُؤْدُدِها
///
تُساحِنُ المَجْدَ و الأنسابَ قاطبةً
نَحْو الرَّدى في عُرى زَرْدٍ يُقَيِّدُها
///
تاهتْ صَحارى نُهى فِكْر ٍ على مَدَرٍ
مِثْلَ الجِمالِ رَسَتْ في عُقْرِ مِرْبَدِها
///
وَ العقلُ شنَّ على أَوْهامِ كارثةٍ
شرارةً حاصرَتْ أحلامَ مَوقِدِها
///
و الصَّبرُ هَزَّ مَزايا مُرْتجى سَعْدٍ
و الفِكْرُ وشَّى على ما بثَّهُ مقصَدَها
///
وَ الوجْدُ حَنَّ إلى كياسَةٍ غَمَرَتْ
طُيوبَ شوقٍ إلى زُلفى تُخَلِّدُها