عزيزتي أمي..

فتحي إسماعيل | كاتب وشاعر مصري 

كيف حالك؟ ها؟

لا أستمع لصوتك.. لكنني أثق أنك هناك أفضل..

فهناك لا مكان للمفاضلة بين وبين..

لا انتظار لموت، ولا خوف من حياة..

إذن تعالي لنستبدل الأدوار، لن أقول أحتاجك، فقد سئمت القول.. وما زالت رئتاي شاغرتين من الدفء..

تعالي فقط لدقيقتين.. نامي على حجري، سأقبل رأسك وأقول لك سامحيني على دموع الفراق التي ذرفتها، فارتقاؤك هناك كان تكريما لروحك..

هُنا يا أمي جحيم، يخدعنا بنوافذ سعادة لا تلبث أن تنغلق بعوادم العقول الغبية، والقلوب المريضة والأرواح التي لا تكف عن المعاناة.

سامحيني لأني آثرت نفسي وراحتي معك، على سعادتك بانطلاق روحك في رحاب النور..

سأقول لك، اطمئني هناك، ولكن أرسلي لي من عندك إن استطعت سُلّمًا، يصعد بي إليك، دون خوف.. دون وداع.. دون دموع الخائفين على وحدتهم من بعدي،

كل عام وأنا أبكيك، وأنت تصمتين.

حتى أنتِ.. تركتِ القلب على مصراعيه لريح الوجع.. واعتمدتِ على رجاحة عقلي في خلق إجابات، تحتاج لألف سؤال جديد.

كل عام وأنت بخير، في أُنْسِك بعالم لا يخدع، وفضاءٍ لا تؤرقه المسافات وانتظارات تنهك الروح والبدن.

كل عام وأنا طفلك، الذي مرغمًا أبعدوه عنك وقطعوا حبلنا السري، ثم أبعدوك عنه..

وحتما سنلتقي عن قريب

ابنك المخلص.. فتحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى