أنا والإطار

أحمد نسيم برقاوي | شاعر وكاتب فلسفي

أعرفُ أحوالي الآن
وأذكر ماضي
وأجهل آتي
وفي كل مرة أضع قدمي للخروج من بوابة الآن
لا أدري ما الذي تخبئه المصادفات لي
لم أتساءل قط:
ما الذي يحملني على الطيران
في فضاءات الوجود
ولماذا كنت على هذا النحو
ولم أكن على نحو آخر
ينفجر الكلام من ذاتي دون توقع
والبركان الذي في داخلي لا يعرف الهمود .
تسكنني روح السلب
تستبد بي غريزة التدمير
كما غريزة الحب
لا أعلم من أين لي هذه القوة المدمرة ،
وكيف يفيض القلم المتأفف صديق أصابعي
أقاوم العدم بحبي للحياة
وأفتش في قاع طفولتي الأولى
عن جذور طفولتي الدائمة
وألوذ بصمتِ المندهش مما أنا فيه
ألتفت أحياناً إلى ذاك الذي في الخارج
ويراقبني
وأبتسم ساخراً من ذاك الذي
يتلصص علي من بعيد
قرود تتسلق على بيوتاتي
كي تشرحني ،
فإذا أنا مقيم داخل داخل إطارات
صنعوها من عجزهم
و علقوها على الجدران ،
ويعلنون : هو ذا هو
أنظرُِ إلي المحشور في ذا الإطار وذاك
والذي يحمل اسمي
دون أي توقيع مني
فلا أجدني .
و لقد سألت الجدران مرة :
لماذا تسجنني القرود
والظلال الباهتة
داخل قضبان الإطارات
و الجالس فيها لست أنا
بل هو غيري
فتجيب الجدران والإطارات مقهقهة :
الظلال القردية تخشى منك أن تراها
وتخاف أن تراك
فتهرب منك إلى سواك
هاربة من ضوء سناك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى