فتّشوا عن الوردة في أعماقكم
سمير حماد | سوريا
يا عبد، أراك تبحث عني، فهل تريدني؟
لن تلقاني في جامع أو كنيسة أو كنيس أو في طقس أو احتفال ديني
أنا في قلبك تلقاني وفي كل شجرة أو وردة أو ماء
ستلقاني في كل هبّة أو نسمة أو ضياء
لن أسألك ياعبد عن ثروتك وعائلتك ومذهبك أسألك عما فعلت وماذا عرفت؟
ياعبد, كلكم تبحثون عني، الفقراء والأمراء والفعلة والنساء والمشايخ والكهنة والنجارون والحلاقون والصيادون والجند والحراس, المسيحيون والمسلمون والبوذيون واليهود, حتى الأطفال يستغيثون بي، والمرضى بي يلوذون، وكذلك الشمس والقمر والبرق والرعد والنهر والبحر.،
فلماذا تختلفون علي؟
ياعبدأانا هو الحق والخير والجمال، ولا علامات أخرى يُشار بها إليّ ،
استغيثوا بي وأنتم أحياء , أنقذكم, لاتنتظروا أن أنقذكم وأنتم أموات،
حطّموا قيودكم, استحمّوا بالحقيقة, وحطمّوا سجونكم, في اليقظة لا في الحلم،
فتشوا عن الورود في أعماقكم وأجسادكم لافي الحدائق،
رتبت لك بيتك ياعبد, فلا تجعله يختلّ, العقل جعلته أولاً, فالعاطفة إن ضعُفَ، ثم الغضب, فالطمع, فالغرور أخيرا, وهو داؤك المقيم حين تغمض عينيك عن رسالتك الإنسانية، وتضلّ عن طريقك الصحيح،
حينها، ياعبد، تعمى عيناك, ولن ترى القمر الساطع، ولا الشمس المشرقة ولا جمال الخلْق.،
حينها تُصمّ أذناك ولن تسمع أغاني العصافير, ولا قرع الطبول, ولا أجراس القيامة،
حين تسعى لتملكَ كل شيء, لن تملك شيئاً,
حينما يموت حب الآخر في قلبك , ستكره ذاتك ،
حين لا تكون المعرفة هدفك, ستسقط في جحيم الحياة،
لا تيئس يا عبد, عندما ترى زهرة اللوز تسقط,
اعلم, حينها, أن الثمرة قد ولدتْ، فتّش عن الوردة في أعماقك…