جولة في إبداع الشاعرة الليبية آمنة الأوجلي

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد | مصر

[ مازلتُ أريدك َ بعمري..!] أمنة محمد علي الأوجلي – ١٩٦٠ م

“أردتك في عمري في أرض شقائي ونبع يبابي في جور البرد ونحيب الوله سباك ليلي الآبق وأترعت بك جرحا راعفا لم ترتقه الأيام تعرج شبه ابتسامتك على قيد ولهي أما أشفقت علي من المي رمال صحرائي تجتر وقع ديمة وكل مساماتي محملة بك يا كرز شفتي وليمون اياري وهدهدة أجفاني بأرض المنى على هدي أنفاسك أركض بسفع رحيقك” (قصيدة: مازلت أريدك بعمري).

من ليبيا الشقيقة نتوقف مع حالة الإبداع  الفني و جمال الأدب  من خلال نهر الشعر المتشعب من منابعه و مصافيه اتصل إلى روافد الحداثة قصيدة الشعر الحر و النثر و الخاطرة و الومضة في تجليات تكشف من وجل الروح مع حركة و تطور الحياة هكذا ٠٠٠

ولنصغ إلى مشاركات المرأة الليبية في فاعلية أرض الواقع عملا وإبداعات فقد برزت وتصدرت ساحات الأدب  من شعر و رواية في الفترة الأخيرة فظهرت عشرات من رائدات هذا الفن، بجانب دورها في التعليم و الصحة و الإعلام و الثقافة و العمل الاجتماعي.

وفي هذه لتغريدة نسلط الضوء على الأستاذة/ أمنة محمد علي الأوجلي، نحو دورها الإبداعي في التعبير والتصوير الفني بكافة خصائصه، حيث أنها صاحب ثقافة عربية أضف إلى تخصصها في اللغة الإنجليزية والذي فتح لها الإطلاع على ثقافات الآخر في تلاقي يبدو في تعامله مع النصوص بكافة الظلال في حوار راق.

نشأتها: ولدت الشاعرة والكاتبة الليبية أمنة محمد علي الأوجلي في عام ١٩٦٠ م ببنغازي، حاصلة على ليسانس أداب لغة انجليزية من جامعة قاريونس عام 1984م، عملت كمعلمة بالمدارس الثانوية، ومفتشة تربوية  بمكتب التفتيش التربوي  بنغازي عام  2006م كموجهة على المدارس الثانوية. كما ساهمت في تدريب طالبات كلية اعداد المعلمين، التابعة لجامعة قاريونس لعدة سنوات، وتم تكليفها بوضع إمتحان الثانوية العامة، صدر لها ديوان شعر بعنوان  “ناسكة” في يناير 2020 عن مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع بمعرض القاهرة للكتاب في 29 يناير 2020 م، ولها ديوان آخر  قيد  الطبع بعنوان: (مازلتُ أريدكَ بعمري)، ومشوارها مع الإبداع الأدبي ممتد و متنوع تساهم فيه بالمشاركات و الفعاليات والمهرجانات المختلفة في الداخل والخارج تكتب الشعر الحر، وقصيدة النثر، ولها مشاركات كثيرة في الصحف و المجلات.

مختارات من شعرها: تقول شاعرتنا أمنة محمد علي الأوجلي في قصيدة بعنوان (لا شيء بي) حيث تضمد ما بها من جراحات وانكسارات و تسترجع من جديدة وصورة الحنين بكل المعطيات ترسم بالكلمات الخامسة ما بها من أشواق وتتوسد بين الضلوع في أمان تنشد الجلال والكبرياء عند جزر البنفسج فيبرأ ما بها من وجع وأسقام:

“لا شيء بي”

لا شيء بي

جرح يطيب

وينطفي…

ذاك الحنين بات دمعا

وندى الأشواق.

في ترانيم صوتك

ضاعت في صفير

الريح وتوسد

البرد وريدي

وأضلعي …

لا شيء بي..

غيمي تصحر

وغصت مدامع

صبوتي..أهذي بدربك

وما اتيت..

وهسيس انفاسك.

ها هنا يشعلني.

. لا شيء بي.

وتنزف ايامي الشقاء

من ذا بصبحي ينجلي

من ذا ينثرني سوسنا

يأخذني الى جزر البنفسج

ويلثم بالمنى يباب امسي

وغدي

يا عيد عمري

وانيق عطري

يقتاتني وجع الرحيل

واعاند قدر شقي

لا شيء بي..

وتقول في قصيدة أخرى  بعنوان ” أمي ” ترسم فيها لوحة الحنان مطرزة بمعاني الفرح و شذى الزهور ، وومضات النور مع شدو الطيور ، و لمَ لا فالأم هى أصل الوجود ، و هى وجه المطر و الندى المبلل بالحسن مع حركة الحياة في تلاقي تنطق الحكمة ٠٠ جينات الروح فتصبغ بألوانها المتعددة لوحاته في عبقرية متسامية نحو الخيال الخصب الموشح بالخير في أنفاس تؤمن بدور العطاء في نقاء  :

قصيدة من ياسمين

بساتين لوز

وقوارب فرح

في كل اتجاه

ترانيم تشدو

بجينات الروح

تغرس جنانا خضراء

في نزغ الاوردة

يا همس الفجر الحاني

على قيد زعفرانك

وهديل ريحانك

و اوركيدا لثمك

وصدر اقحوانك

نرشف الندى

نوغل في نورك إلى

ما يشاء حطبك

المخضوضر

بالتهاويد والتواشيح

ملئ لا يبلى انت

يا وجه المطر

يسابق زحف السنوات

يا أبهى الازاهير

حب ونرجس

وقبلة سلام

بأمان الدُنا

انت.

وتقول في قصيدة تحت عنوان (يا رحيق الروح) حيث تصور فيها انطلاقات الروح في فضاءات تشرق من غياهب الوجد تتلاحم مع الكون في لحظات الصفاء كالصوفي المعذب نحو النور بعدما تهدأ صولاته وجولاته فينشد الخير و الجمال تراتيل في محرابه في تأملات :

يارحيق الروح…قف.

عبثا تراتيلي

وعمري يرتجف

صلبت على دروب الرحيل

صبابتي أذوي

على رجع الوله…

وهذا ..ليلي.. قد تلف..

تقتاتني مدن الرحيل

وصوتك لا رجاء..

ويعيث بأضلعي

 قيظ الأنين

يلوك أيامي

و أي نزف

متى تصفد أبواب الرحيل

متى لا متى وجعي صدى

وصوتك المقروح عشقا

أنفاسه على سفوح

دمي

تظمأني ولا تكف

تظمأني ولا تكف

ونختم للشاعرة الليبية آمنة محمد علي الاوجلي بهذه الرائعة “مازلت أريدك بعمري” حيث تسافر مع جمال الطبيعة بمفرداتها و تعبيراتها الفنية في تصوير متداخل و متراكب يضفي على وجه القصيد رونقا من وحي و الهام البيئة البكر في معية العشق فتحلق بنا كالطائر المغرب تنشد الخير بعد رحلة الشقاء بين ذكريات العمر الذي يختصر لحظات الميلاد برغم الصراعات و حالة الأحزان المسيطرة على المشهد ، تحلم بوادي أخضر  لا يعرف متاهات الذبول فتغني أهازيج السحر  :

 اردتك في عمري

في أرض شقائي

ونبعة يبابي

في جور البرد

ونحيب الوله

 سباك ليلي الأبق

واترعت بك

جرحا راعفا

لم ترتقه الأيام

تعرج شبه ابتسامتك

على قيد ولهي

اما اشفقت علي من المي

رمال صحرائي تجتر

وقع ديمة وكل مساماتي

محملة بك

يا كرز شفتي وليمون اياري

وهدهدة اجفاني

بارض المنى

على هدي انفاسك اركض

بسفع رحيقك

يرهقني

ينهكني

كيف اكسر الكلس

عن شرايينك افك ازرار

كونك بانكسارتي باشجاني بعبق

أحزاني

شجرة صنوبر تعشق عناق الثلج

 مرجا بالقلب

 نجما

يزهر شجر خريفي

 المتقد

لوزا

وجلنارا

يلملم رموشوش ذواها

مقلاع رياحك

لم يعد ثمة احد

مازلت أريدك بعمري ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى