أدب

وجهك.. والمطر

الشاعرة بسيمة أمينو | سوريا

الكلمات التي تبخرت مني وأنا نائمة
امتصتها جدران غرفتي
البقعُ الداكنة اعترافاتي المريبة
مفاتيحُ عناويني التائهة
بوحي المرتبك برائحة الظلال المتسللة
عبر النوافذ

لائحة اللوم كبيرة
وحزني طويل
كنت أفضل أن أرتديه قصيراً كثوب مثير
لولا خوفي من اتهامي بالتّعري
على الجدران

غرفتي على الرغم من ضيقها ماتزال صالحة
للتنفس .. للبكاء ..
ورأسي صالح للتدخين
كلماتي على الأرجح هلوساتٌ جدارية
لأحلام مسّها الضّر
وأعياها الانتظار

على كل حال
فأنا لست أنا رغم مابيننا من شبه كبير
أنا أكبر من أن أعترف بفشلي في الحبّ
لأنّ وجهك المستدير يذكرني
برغيفي المسروق

أضعف من
شروعي باغتيال بلاد جعلتني أطهو موائي
المبحوح في نومي كهرة كسلى
حين دفنت فيأها تحت سابع أرض

أجبن من أن أُقدِم على شنق ذاتي الفارغة
فأكتفي بتقيؤ حروفي كلما شاء الضجر
أن تولد قصيدة عرجاء

ضئيلة جدا في هذا الارتياب العظيم
يقتلني الخوف من القادم
ويستوقفني لغط فضولي للسؤال

ما الغاية القصوى من وجودي ؟!
ماذا يريد الله مني ؟!
أنا هذا الحمل الزائد في حقائبه
لا شيء أفعله سوى الانتظار
أنفق في سبيله مللا وحلماً تلاشى أفقه
أفتح نافذتي كل يوم
أراقب الطريق والمارة
أراقب الأشجار
أراقب البيوت والنوافذ
أراقب عمرا يذوي
يبدده الصمت والحنين لمذاق البن القديم
لوجهك والمطر

الشاعرة السورية بسيمة امينو

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى