أدب

ما أثارتهُ موجة

شعر: سعيد جاسم الزبيدي – إيست بورن – لندن

أراقبُ موجةً هُرعتْ لساحلْ
محمَّلةً بما تُخفي الرسائلْ

***

فمنها من نأى عنهُ حبيبٌ
ولم يَجدِ السبيلَ إلى التواصلْ

***

فبثَّ شجونَهُ فيها عساهُ
يخففُ ما بهِ من غيرِ طائلْ

***

ومنها من تغرَّبَ في اضطرارٍ
وليسَ لديهِ في دنياهُ شاغلْ

***

فلا إِلْفٌ يُطارحُهُ حِوارًا
لِيصطنعَ الذي فيهِ يجادلْ

***

وينعقدُ اللقاءُ متى تمنَّى
ليملأَ من فراغٍ غيرَ حافلْ

***

فكم يومٍ تقضَّى منه صمتًا
فيضرى مثلما يضرى المقاتلْ

***

ومنها من دعاهُ فضولَ وقتٍ
ليزجيهُ وذلكَ عن تشاغلْ

***

مُضيَّعةً وكم ضاعتْ عليهِ
سويعاتٌ، بلا هدفٍ لقابلْ

***

فلم ينشأ مشاركةً بخير
ولا مرت بخاطرهِ مسائلْ

***

وليس له همومٌ غيرَ عيشٍ
وأيامٍ تمرُّ بها يشاكلْ

***

وسلوتُه إذا ماجنَّ ليلٌ
ثمالة خمرةٍ تُنسيهِ عاذلْ

***

ومنها من تداركهُ مشيبٌ
فأقعدهُ وأتعبهُ تساؤلْ

***

إلامَ أتيتُ؟ ما عٌقبى حياتي؟
وهلْ من بعدُ مسؤولٌ وسائلْ؟

***

وذا ما أرَّقَ الحكماءَ قبلًا
وما عرفوا سوى ما كان ماثلْ

***

فلو نظروا إلى الكونِ ابتداء
أليسَ الأمرُ مفعولًا وفاعل؟

***

فما كان الجوابُ بـ(لستُ أدري)
ولا مَن يُمعنُ النظراتِ جاهلْ!

***

ولكنْ رانَ من عَنَتٍ قديمًا
فأنكرَ ذاكَ، أو قد كان غافلْ

***

وعدتُ إلى الذي قد كنتُ فيهِ
أراقبُ موجةً هُرعتْ لساحلْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى