بعد الموت (قصة قصيرة)

أسماء الياس | فلسطين

وهو على فراش الموت جمع حوله أبناءه وبناتهن  قال لهم:

 أريد أن أوصيكم وصية قبل رحيلي.

 خيّم الحزن على الوجوه، دقات القلوب، حتى خيّل لكل واحد منهم بأنه يسمع دقات قلبه، أصغى الأبناء للوالد الذي ينقطع صوته للحظات. قال لهم:

 أوصيكم بوالدتكم وبأخواتكم البنات، لقد سجلت لكل واحد منكم نصيبه من الميراث، وأريد من كل واحد منكم أن يرضى بنصيبه؛ “لأن القناعة كنز لا يفنى”. وكونوا على ثقة بأني كنت عدلت بينكم، أمّا البنات فقد خصصت لكل واحدة منهنّ نصيبا يجعلها تعيش حياة آمنة بعيدة عن العوز والحاجة.

أمّا والدتكم فلها البيت ورصيد في البنك وقطعة أرض، وبرّها حق على كلّ واحج منكم.

وأسلم الروح. أقاموا له جنازة تليق به وبتاريخه الذي يعرفه أبناؤه جيدا، فقد كان من الشخصيات المرموقة والفاعلة.

فقد ترك عدة مؤلفات تحكي عن تأثير المناخ على الحياة، وأن الانسان هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، التي لا تؤثر فقط على الانسان بل تؤثر على الطبيعة البحار بمجملها. وكتب حول الاحتباس الحراريّ وكيف يمكن الحفاظ على البيئة.

استنتج من أبحاثه أنّ الحروب الأسلحة الفتاكة المدمرة لها دخل واضح وكبير في تدمير البيئة، وقد نال جوائز رفيعة على أبحاثه.

دعا إلى عالم خالِ من الأسلحة المدمرة للبشرية. سافر إلى عدة بلدان. وغطت زياراته وسائل الاعلام كلها. وأصبح ماجد من الأشخاص المؤثرين في الحياة.

حضر جنازة العالم ماجد الكثير من الشخصيات من البلاد وخارجها.

بعد أربعين يوما من وفاته، جرى حفل تأبين كبير له، رعاه جلالة الملك، الذي قرر أن يمنحه أعلى وسام في الدولة، وممّا جاء في كلمته:

بوفاته خسرنا عالما فذّا، رفع اسم وطننا عاليا،  وسيبقى اسمه خالدا، فله الرحمة والشكر، ونتمنى على أبنائه وأبناء شعبنا أن يسيروا على طريقه في طلب العلم، فبالعلم تتطوّر الشّعوب وتنهض في مختلف مجالات الحياة.

استلم الجائزة ابنه ساهر، شكر جلالة الملك والحضور، وقال دامعا:

كم تمنّيت لو جرى تكريم أبي هذا في حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى