تجليات من وحي ديوان ” فيض من الوجدان في ليالي رمضان ” للشاعرة سكينة جوهر

طارق عبد الفضيل | شاعر وناقد مصري

قدمت سكينة جوهر ديوانها كالآتي: الحمـد الله رب العـالمين والصـلاة والسـلام علـى أشـرف المرسـلين سـيدنا محمـد وعلـى آلـه وصـحبه أجمعين….وبعد…فيسعدني أن أهـدى إلـى كـل قـارئ لـديواني هـذا أسمى آيات التهاني بمناسبة − شهر رمضـان الكـريم – الذى كانت أيامه ولياليه لعدة أعوام هـي وحـي إلهـامي هذه القصائد التي جاءت عدد أيامه – ثلاثـين قصـيدة− وآثرت أن تكون الخمـس عشـرة الأولـى منها على نغمات بحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) والخمس عشـرة الأخيـرة علـى نغـمات بحـر الكامـل تفاديا للملل ..
سائلة المولى− عز وجل− التوفيق والسداد وكل عـام والمسـلمون في مشـارق الأرض ومغاربهـا بخيـر ويمن وبركات
قالت في مطلع الليلة الأولى :
أيا شهر الصيام أتيت أهلا وأشرق نورك الوضاء سهلا
وكتب الباحث والناقد إبراهيم أردش عن الديوان:
من النادر في الشعر العربي أن يوجد ديوان شعري يلتزم موضوعًا شعريًا واحدًا من بداية الديوان إلى نهايته، وهذا ما كادت أن تفعله الشاعرة سكينة جوهر في ديوانها “فيض من الوجدان في ليالي رمضان”، حيث أشارت الشاعرة في مقدمة الديوان إلى أنها ستقدم ثلاثين قصيدة بعدد ليال رمضان.
وقد ألهم الديوان كاتب هذا المقال قصيدة بعنوان ( فصول الروح ) جاء فيها:

حلّت سكينة رِبقة الحيران
بكتابها( فيض من الوجدان)
نظمت لآلئه بسبك مشاعرٍ
بزت بذاك قلائد العقيان
جمعت فصول الروح في جنباته
جمعت له ما قيل في رمضان
من سنة الهادي ونبع عطائه
نهر يعانق أنهر القرآن
يا خير من رسم الطريق قصائدا
هلّا أعرتِ الشعر بعض بيان
لأقول إنكِ صحبة الحق التي
دعم الإله بركنها أركاني
معكم نجاهد بالحروف عبادة
ولذا أتت في قوة الطوفان
من ذا يصد عن الجهاد كتائبا
دفعت مسيرتها يد الرحمن
لولا زهورك والفراش يؤمها
ما سُميَ البستان بالبستان
ولتشهد اللغة العظيمة كلما
صدحت بشعرك جوقة الكروان
عربية القرآن تعلم أنها
بيد الأمينة، جوهر العرفان
فإذا نظمتِ، نظمتِ عِقد هوية
ركب التفرق آلة النسيان
عربيةٌ من نسج أحمدَ ثوبها
والتاج في أرض الحجاز يمانِ
ولمن أراد الشدو فيضك مقصد
ودليله في (الوافر) الفتان
وسلوا ( ابن حسني) حين قام مغردا

وسلوا الخبير (السيد الكيواني)
للعشق صفحته وبيت قصيده
ومدارج الأرواح في الألحان
فارسم على الأشجار قلب حبيبة
تسمع وجيب اللفظ في الخفقان
وعلى مقام صبا تزف عروسه
وفداءه في مذبح القربان
لمح الشهود على المحفة أصبعا
متطلعا للواحد الديان
///

ردت عليها الشاعرة بقصيدة قالت فيها:
عربية ..ونظل نحمي حرفها
فهي الهوية.. بل وخير كيان
…
أما سواها زائل مع أهله
لمزابل الإهمال و النسيان
…
أما هي الفصحى فحي حرفها
ولها الخلود بصفحة القرآن
…
أحبابها والداعمون لحرفها
شعرا ونثرا هم أولو التبيان
…
لا غيرها لغة الفصيح مغرد
شعري بها ..ومتوج ديواني
…
فاصدح بها ..قرظ له ..ياشاعرا
وفى..وأوفى في جميل بيان
…
في كل بيت صغته تغريدة
تحيي لذاك(الفيض من وجداني)
…
وتعيره ثوب الجمال خريدة
من شعرك المتكامل اﻷركان
…
فتزينه..تعلي مدارج قدره
في أعين اﻷحباب..والندمان
…
أماالحسود..فدعك من أقواله
النار تحرق مهجة الشنآن
…
وإذا جمال بلاغة منكم همى
عن(فيض وجداني)ففيض ثان
يحتاج ديوانا جديدا..وليكن
ماأجمل البحران ..يلتقيان !!!
…
وكلاهما عذب فرات ماؤه
فصحاه سائغة لكل لسان
…
يروي المحب لذكرنا..ولذكرها
لغة الجنان..ونفحة الرحمن
…
شكري لكم مادمت أحيا شاعري
وعسى حروفي أن تفي شكراني
…
والشكر كل الشكر لله الذي
بأخ كمثلك (طارق) أهداني
…
ود..وإخلاص ..وخير مشاعر
كزهور فل عطرت بستاني

///

وشارك الشاعر الكبير ثروت سليم المقرر العام لشعبة الفصحى في اتحاد كتاب مصر بأبيات قال فيها:
يا طارقاً طرقَ الفؤاد بحُبِّهِ // ومن السُكَيْنَةِ رَوْعَةُ الألحانِ
يا صاحبَ الحرف الشجيِ تحية // ومحبَّةُ الفنَّان للفنَّان
الشعر أرسلني اليك قصيدةً // والنقدُ منك شقائقُ النُعمانِ
فإذا تولى الشِعرَ نقدٌ عادلٌ // تُرسي العدالةَ كفَّةُ الميزان
#الشاعر ثروت سليم سليم

كما علق الشاعر إبراهيم الشابوري بأبيات نشرتها الشاعرة الكبيرة سكينة جوهر وقدمتها بقولها :
ما أجمل مشاعراﻷخوة حين تدعمني وتتبارى في تحيتي وتزيين ديواني المتواضع (فيض الوجدان في ليالي رمضان)بحرفها المتألق..مع عاطر تحياتي لصاحب هذه الخريدة أستاذنا المبدع إبراهيم الشابوري
سكنت حروف الضاد فى ترتيله
فتضوعت مسكا من الوجدان
…
كتبت سكينة والسكينة آية
رسمت حدود السحر فى رمضان
…
أكرم بها وبذكره فى ذكرها
إن الجمال ذواكر الولهان

وعلق الشابوري على أبيات من قصيدة ( فصول الروح ) للشاعر طارق عبد الفضيل كاتب هذا المقال:
للعشق بصمته ونبض وريده
وكوامنٌ تنبيك عن ذوبان
مهما شغلت العقل في إخفائه
فضحتك عين الحرص فى الكتمان
تُـنبي الحروف كوامن الشوق الذي
أوشت به الأحداق والعينان
الجدير بالذكر أن كل هؤلاء حضروا مناقشة الديوان والاحتفال به في نادي الإبداع والتميز بدكرنس في ضيافة الدكتور بروسكاير محمد علي في الخميس الأخير من شهر شعبان الثامن من أبريل 2021.