سوالف حريم.. لا شبيه للقدس
حلوة زحايكة | لقدس – فلسطين
مع أنّني أعيش داخل حدود بلدية القدس، إلّا أنّني لا أرى القدس إلا في القدس القديمة التي يضمّها سور المدينة التّاريخيّة، والتي تبلغ مساحتها “كيلومتر مربع واحد” تقوم عليه حضارة انسانيّة لا مثيل لها، فالمدينة التي بناها اليبوسيّون العرب قبل أكثر من ستّة آلاف عام، وأسموها “يبوس” لتكون عاصمة مملكتهم، كلّ حجر فيها يشهد على قداسة وعراقة المكان، فهي مهد الدّيانات السّماويّة، وهي شاهد على ما مرّ بالمنطقة من حروب وانتصارات وهزائم وبناء وتدمير، أجوب أسواق المدينة وحاراتها وأزقتها ومساجدها وكنائسها ومساطبها وتكاياها ومآذنها وأبراج كنائسها، فأشمّ عبق تاريخ الآباء والأجداد الذي لا يكذب، تمام مثلما أشمّ نتانة رائحة من غزوا المدينة وتحطّمت سيوفهم على أبوابها.
كلّ يوم يفوتني دون أن أدخل القدس القديمة أشعر أنّه ضاع سدى من حياتي…فالقدس كالمغناطيس تجذب ناسها وأحبّتها، وتبادلهم حبّا بحبّ. وتبقى شامخة وشاهدة على التّاريخ. فطوبى لمن زار القدس وصلى في مسجدها الأقصى وكنيستها القيامة وتنفس هواءها وشرب من مائها.