حالة خاصة

محمد حسين |  فلسطين – دمشق

أنتَ حالة خاصة في زمن الحسابات السلعيّة أعبر بك ومعك إلى فضاءات المدن الخالية من تخمة الأجساد المكبوتة، أغور عميقاً في جروح العقل وأجلس فوق منحدرات الروح أعيد ترتيب الجزء المتواري عن أعين الرقابة البلهاء…
أنتِ الغافية في أحشاء الأماكن تعالي نعيد قراءتها على وقع صوت اليمام..
ماذا ستقولين للوقت؟
أحشاءُ الوقت رزنامة تطوي صفحاتها المصابة بدوار الصفر تفتح أبوابها للشمس لتحرق رائحة رطوبتها المشبعة بالألم، تقبّل قعر صوتها عند التقاء غيمتين، تناغي خاصرة زهر الحنون عند تساقط حبات الزيتون..
وأنت ماذا ستقول للسماء الفاتحة ذراعيها لطوابير المنتظرين..؟
سأقول: أحشاء السماء مدارات تكبّل بأصفادها أنصاف وجوهِ الأرصفةِ تفتح أجواف أفواه وأرواح ممتلئة بعواصف الانتظار…
ماذا ستقولين للأفق المرسوم على خطوط العشق الممنوع..
سأقول: أحشاء الأفق خطوط متشابكة تغلق احمرار الغروب في وجه الشطآن الحالمة لكن عازف القلب خلع أنيابها لينام في حضن البحر…
ماذا ستقول عن حنين المسافات..؟
أحشاء المسافات قطار بتر أقدام الصاعدين إليه في محطته الأولى ومضى يبني من تماثيل الحنين أغنية…
ماذا ستقولين لليل؟
أحشاء الليل دموع أرواح أجساد تتهاوى فوق صخور الأمنيات الراجفة تعضُّ حروفاً مبللة بماء الاستغاثات…
يبدو أننا أطلنا الوصف يا صديقي دون أن نسمع صوت أحشاءنا على إيقاع حالتنا الخاصة..
سنسمعها يا صديقتي عندما يغير الزمن جلده..
كل شيء تغير يا صديقي إلا جلد زمننا الصدأ هو بحاجة إلى جرعة من الشجاعة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى