شاهدْ جابر خمدن و مريم الحسن و فريد مراد في ملتقى القصة القصيرة

حميد عقبي |فرنسا
كما سبق ونوهت لم يسعفنا الوقت خلال الملتقى الأول للقصة القصيرة في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح والذي نظمناه من 6 إلى 11أبريل الماضي واليوم نستعرض خلاصة للورشة الثالثة والتي عقدت ليلة 7 أبريل، بحضور ضيف الشرف الكاتب السوري فريد مراد، الناقد الأديب والشاعر السوري صبري يوسف، شاركنا القاص والكاتب البحريني جابر خمدن والقاصة والكاتبة السعودية مريم الحسن.

بعد الافتتاح والتعريف، ناقش الناقد صبري يوسف المشاركين وسالهم عدة أسئلة بما يخص إبدعاتهم، من هذه الأسئلة عن كيفية ميلا الفكرة القصصية واليكم مختصر ردودهم
بالنسبة لمريم الحسن فقد ردت أنها تكتب ما دور في خاطرها وهي تنهل من الواقع المعاش أيضا وهي تستمع لقصص من حولها، بل البعض يحكي لها قصصه وكل هذا تستثمره كمصادر، وتقول عن نفسها أنها مستمعة جيدة ومهتم بالمجال والجانب الإنساني ولديها حساسية للقضايا المحلية والبيئة المحيطة بها، وتبدا الكتابة عندها بعمل مسودات ثم تعالجها فنيا وهي لا تنقل أو توثق الواقع بل تشارك مشاركة وجدانية وروحية وتتألم لأمهم وتفرح لفرح شخصياتها وتضفي من خيالها واحاسيسها.
تفضل مري لحسن أن تنضج فكرتها على نار هادئة وتحاول أن تقدم منتجها سردي بقوالب لغوية أنيقة وأن تثير دهشة المتلقي وتجعله مشاركا وهي تطور من نفسها وإمكانياتها الإبداعية عبر المشاركات الثقافية والإطلاع وتطح أن تنال كتاباتها اهتمامات النقاد.
من جانبها تحدث فريد مراد والذي يرى أن أي مبدع يلزمه الطمانينة للإبداع ومقولة أن الإبداع يولد من المعانة ليس صحيحة مئة بالمئة، فالمعانات قاسية وخاصة الحنين للوطن وهذا كان المحرك الهام ليكتب القصة، فالإبداع في مناطق الحروب والأنظمة الديكتاتورية يصاب بحال شلل، يصبح المبدع يبحث عن لقمة الخبر وبقايا الحياة، وأن وجوده في السويد تحول لمناخ محفز دفعه للكتابة.
بالنسبة لجابر خمدن فهو يرى أن للمكان والبيئة مهمة جدا للمبدع فتكون محفزة فالذين يعيشون ببلدان غربية نجدهم يكتبون عن كل شيء وكل الألوان السردية ويعكسون طبيعة مختلفة عن المبدعين في الشرق.
ثم بدأت القراءة القصصية فقرات مريم لحسن، قصتها “خديج”، ثم قرأ فريد مراد مقتطفات من مجموعته “مشوار في يوم خريفي، ثم قدم جابر خمدن قصته “صور”.
ثم قدم الناقد صبري يوسف، مداخلته النقدية عن القصص الثلاث ونوه بوجود شجاعة من القاصة السعودية مريم لحسن في تناول موضوعات اجتماعية مهمة وشائكة والفكرة جيدة وأن هنالك بعض القصور بالمعالجة وكنا ننتظر بعض التفاصيل فالقصة عن أم تتخلى عن طفلها بالمستشفى، وحبذا لو أن القاصة اكثرت استخدم بعض الدلالات والرموز كونها من الجماليات المهمة في القصة القصيرة.
ثم عرض يوسف، مداخلة نقدية عن قصة فريد مراد وأشاد بتقنية الكتابة ووصفها بالرسم التشكيلي، كما حوت القصة ترميزات وتشيهات بلاغية معبرة، كما ركز الكاتب على الطبيعة والاسلوب فيه بعض تجليات شعرية، وأن لغة مجموعته القصصية تمتاز بلغة سلسة وعدد الناقد العديد من النقاط المهمة.
وبما يخص نص قصة صور لجابر خمدن، وصفها صبري يوسف بالمدهشة، وعدد مناحي القوة في الكتابة والتي كانت مكثفة، في نسق صوري متتالي يعتمد على القطع كأننا في فيلم سينمائي، فهي صور من نسج خيال الكاتب عرضها في قالب سردي بعيدا عن التقليد، فلا حدث هنا ونتعايش مع تدفقات من خيال القاص وشطحاته كأننا مع نص تجريدي ولم يولي أهمية للتمسك بتقنية القصة أو بنمط سردي واحد، فهي تخرج من الإطار السردي لكنه في خياله يراها متناسقة ويدع المتلقي أيضا أن يعيد ترتيب وصياغة القصة.
ثم تم فتح باب النقاشات بوجود الروائي محمد فتحي المقداد، د.وسام مهدي، القاص أيمن جعفر، القاصة ليندة كامل ، الفنان التشكيلي مصطفى عليكو واستمرت النقاشات لمدة ساعة وندعوكم لمشاهدة الندوة والتي قدمت مادة دسمة ومهمة بخصوص العديد من تقنيات وجماليات القصة القصيرة.
وأود التذكير ننا في إنتظار الملتقى الأول للإبداعات السردية في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من 20 إلى 31 مايو 2021 وببرنامج ضخم، ننظم فيه 28 ندوة وورشة إبداعية تشمل القصة والرواية والمسرحية والسيناريو وتجدون تفاصيل أكثر على صفحات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، وقد أكملنا البرنامج بمشاركة أكثر 120 مشاركا ومشاركة ونقاد وضيوف شرف، كما أننا بصدد تنظيم الملتقى الأول لقصيدة النثر العربية في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح والذي سيعقد من 17 إلى 20 يونيو وتقريبا اكتمل برنامج ثلاث ندوات نقاشية وبقي فقط إستقبال الشعراء والشواعر لخمس ورش بوجود نقاد ويمكنكم التواصل مع حميد عقبي ـ منظم هذه الملتقيات ورئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى