كتاب الموتى

سمير حماد | سوريا
من يقرأ كتاب الموتى، الأثر الفرعوني الأكثر نبلا في التراث، وأقدم كتاب صلاة في العالم، منذ أربعة آلاف عام، لتبين كم اهتمّ القدماء بالسلوك الإنساني إلى حدّ أن أياً من بني البشر لا يستطيع المرور إلى عالم الحياة الأبدية قبل أن تتحدّث روحه عن سلوكه، ويواجه حارس الأبدية بما كان يردده في صلواته: (لم أقتل، ولم أستبدّ بالآخرين، ولم أوجّه الإهانة لأحد، ولم أظلم نفساً أخرى، ولم أتسبب بالضرر لأحد، ولم أحرم الأطفال غذاءهم، والرضّع حليبهم، ولم أحرم الجائعين الطعام، أوأتسبب بفقدانه، ولم أغشّ في الكيل والموازين، ولم أضطهد خصماً في رأي أو مصلحة، ولم أؤازر صديقاً مخطئاً، أو أقف إلى جانبه).
هذه عبارات كان يرددها الفراعنة في تعبدهم، ويستعدون لمواجهة سؤال الآخرة حولها، وهي ستحدد حياتهم في العالم الآخر، في الفردوس أو الجحيم،
ألا تصلح هذه الأسئلة كجواز مرور الآن لنيل شهادة المواطنة الحقة في عصرنا وبلادنا؟ كم من المسؤولين يستطيع العبور من هذا الامتحان؟
مازال بعض المسؤولين يعتبرون أن قوتهم تكمن في إهانة الآخرين، والنيل من كرامتهم, واستفزازهم، والتهديد بقطع أرزاقهم، والضرر بمصالح الناس؛ لأجل المصلحة الشخصية، وربما كان هذا عنوان أي مسؤولية مع الأسف، ناهيك عن السرقة, واغتصاب حقوق الآخرين, والمكائد والابتزاز، وحرمان الأطفال حليبهم وأفراحهم .
هل يقرأ هؤلاء البعض, يا تُرى, صلاة الفراعنة قراءة معكوسة ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى