تنابلة السلطان
تركي عامر | حيفا – فلسطين
جاعُوا. اجْتَمَعُوا:
فَلْنُشْهِرْ شَيْئًا يا إخْوانْ!
هَبُّوا. هَتَفُوا:
سَنُدَمِّرُ قَصْرَكَ يا السُّلْطانْ!
دَحَلُوا. دَخَلُوا.
وَجَدُوهُ بِخَلْوَتِهِ اليَوْمِيَّةِ. مَعْ مَنْ؟
قارِئَةِ الفِنْجانْ.
هٰذِي مُتَخَصِّصَةٌ جِدًّا،
خِرِّيجَةُ جامِعَةِ التَّبْصِيرِ الكُبْرَى،
تَقْرَأُ ما يِرْضِي السُّلْطانْ.
كانَتْ أيْضًا،
مَنْعًا لِلشُّبْهَةِ، جارِيَتانْ:
الأُولَى تَحْمِلُ تُفّاحًا،
أَمّا الأُخْرَى – رُمّانْ.
وَقَفَ الثُّوّارُ تَنابِلَةً،
في حَضْرَةِ ذَيّاكَ السُّلْطانْ.
صَرَخُوا بِالمَلْيانْ:
جُعْنا يا مَوْلانا،
لا خُبْزَ لَدَى الفَرّانْ،
وَحُقُولُ الحِنْطَةِ قَدْ أَكَلَتْها..
أَلْسِنَةُ النِّيرانْ.
“أيْنَ المُفْتِي؟”، سَأَلَ السُّلْطانْ.
خَرَجُوا. بَحَثُوا.
وَجَدُوهُ يُصَلِّي: “يا رَحْمٰنْ،
قَصِّرْ عُمْرِي..
وَأَطِلْ عُمْرَ السُّلْطانْ!”.