ملحمة: بُشرَى النّصر
د. عز الدّين أبو ميزر | القدس – فلسطين
كَم خَطََا أحمرَ بِيدَيهَا
خَطّتهُ السّلطةُ ثُمّ مَحَتهْ
وَقَرارََا يَجِبُ قَدِ اتّخَذَتهُ
وَفِي اليَومِ التّالِي نَقَضَتهْ
وَبَقايَا وَطَنِِ قَد جَعَلَتهُ
ضِرعََا يُحلَبُ وَاحتَلَبَتهْ
أفقَدهَا المَالُ بَصِيرَتَهَا
وَكَلَامََا عَن وَطَنِي قَالَتهْ
فِي الغُربَةِ كَانَت تَحفَظُهُ
مِن لَحظَةِ أنْ دَخَلَت نَسِيَتهْ
وَثَلاثَةُ أربَاعٍ فِلِسطِينَ
أقَرّت فِيهِ لِمَن غَصَبَتهْ
وَالأقصَى حَتّى نَسِيَتهُ
وَالحلمَ بِعَودَتِنَا استَثنَتهْ
مَا كَانَت عَودَتُهَا فَتحََا
بَلْ شَرَكََا وَالدّوَلُ أعَدّتهْ
بِسَرَابِ مَنَاطِقَ تَحكُمُهَا
بِالإسمِ وَشعبِِ قَد قَهَرَتهْ
مَعَ أنّ الوَطَنَ لَهَا رُوحٌ
والشّعبَ السّنَدَ وَقَد ذَلّتهْ
عَاشَت فِي وَهمِ تَصَوّرِهَا
وَالهَمّ عَلَينَا قَد ألقَتهْ
وَامَامَ كْلِينتونَ كَم بَندََا
مِن قَلبِ المِيثَاقِ لَغَتهْ
وَالمَجلِسُ رَاحَ يُبارِكُهَا
بِوِسَامِ الخِزيِ وَقَد حَازَتهْ
وَبِذاتِ صَبَاحِِ آمُونٌ
مَا لَبّى الدّعوَة َ إذ جَاءَتهْ
فَمَضَت مُسرِعَةََ لَا تَلوِي
الرّقطَاءُ إلَيهِ وَمَا انتَظَرَتهْ
وَالسّمّ بِفِيهَا قَد نَقَعَتهُ
لِهَذَا اليَومِ بِهِ حَقَنَتهْ
لَم يَشفَع كُلّ تَنَازُلِهِ
أو طِيبة نِيّتِهِ نَفَعَتهْ
وَكَأمسِ مَضَى وَغَدَا ذِكرَى
وَكَبَاقِي النّاسِ الأرضُ طَوَتهْ
مَا وَعَت السّلطَةُ هَذَا الدّرسَ
وَلَا بِالجِدّيّةِ أخَذَتهْ
وَتَنَاسَت أنّ لَهَا رَبّا
يَنسَاهَا إنْ هِيَ قَد نَسِيَتهْ
وَغَدَا التّنسِيقُ لَهَا رَبّا
مِن دُونِ اللهِ وَقَد عَبَدَتهْ
وَتَقَدّسَ حِينَ غَدَا حَبلََا
وَعَلَى رَقَبَتِهَا قد لَفّتهْ
لَا أحَدَ يُصَدّقُ قَولَتَهَا
إنْ زَعَمَت يَومََا قَد وَقَفَتهْ
فَيَدُ اسرَائِيلَ بَطَرفَيهِ
تَتَمَسّكُ مَا يَومََا فَلَتَتهْ
وَبِيَومِِ لَا بُدّ وَيَأتِي
سَنَرَى اسرَائِيلَ وَقَد شَدّتهْ
وَسَتَدخُلُ سُلطَتُنَا التّارِيخَ
كَمَاضِِ فِي يَومِِ كَانَتهْ
وَتَدُورُ الدّنيَا دَورَتَهَا
وَتُرِينَا مَا هِيَ قَد كَتَبَتهْ
وَبِأنّ السّلطَةَ قَد كَانَت
جِسرََا وَالدّوَلُ قَدِ ابتَدَعَتهُ
مِن لَحمِ النّاسِ وَمِن دَمِهِم
فَتُحَقّقُ مَا اسرَائِيلُ بَغَتهْ
وَبِيَومِِ سَوفَ تُفَارِقُنَا
وَالشّعبُ سَيَكشِفُ مَا فَعَلَتهْ
يَا مَكرََا مَكَرَتهُ عُقُولٌ
وَأيَادِِ فِي العَتمَةِ حَاكَتهْ
وَمُخَطّطَ تَصفِيَةِِ وَعَلَينَا
ائتَمَرَت فِيهِ وَأقَرّتهْ
وَبِعِلمِ صَهَايِنَةِ الأعرَابِ
وَسَبقِ رِضَاهَا قَد دَعَمَتهْ
هُوَ قَدَرٌ أنْ تَعلُو اسرائيل
كَمَا الآيَاتُ لَنَا ذَكَرَتهْ
وَبِوَعدِِ كَانَ اللهُ قَضَاهُ
وَأيدِي كَتَبَتِهِ خَطّتهْ
أنْ تُفِسدَ في الأرضِ عُلُوََ
فيُتَبّرُ رَبي مَا عَلّتهْ
وَشَبَابُ القُدسِ عَلَى عِدَةِِ
وَبِقَسَمِِ لِلمَولَى قَطَعَتهْ
هِيَ بُشرَى النّصرِ بِوَعدِ اللهِ
لِتُجزَى القُدسُ بِمَا صَبَرَتهْ