رحلة …في روح شاعر
مالكة حبرشيد | المغرب
لا أريد هاتفا …لا انترنيت..
.ينقل أخبار الحروب…يوزع صور القتلى
على العقول المصابة بالعقم….
والوعي القاصر الـ يمتشق ولادة قصته الأولى …
منتشيا _بلايكات _
تصنع فخاخا لأقدام الموتى ودموع الأمهات
لا أريد تلفازا يفتح خزائن الموتى
بينها فواصل تلميع البشرة…تقوية الشٌعر …والشهوة
والجلود ما عادت تزمجر في وجه الحرائق
الغضب معبأ في علب سوداء
الاصوات دخلت غمد الصمت
والخوف لا يمنح اكثر من فرار
على بلل المحو…وصهد النسيان
الملاحم انتهت…
والأقلام الملونة قدمت اعتذارها للأطفال
انصرفت مدركة أن موتهم سيكون عرسا سماويا….
وحيا لقصائد احتفال بمطر سخي
هد البيوت …..والجسور
لعله يكون آخر المطاف
وآخر الأعوام في زمن الهباب
هي عدالة الانزواء تحصي القروح….وتعد التوابيت
خذوا قصصي الخيالية….قصائدي الحزينة
كنت كاذبة وأنا أختمها بومضة أمل
مطلة على غابة سرو
وساحة وعي خاوية إلا من أعجاز حلم
كنت كاذبة جدا
وأنا أؤكد أن ثمة سرا بين الأرض وأحضان السماء…
وأن الفصل الأخير من الخيانة….
كان نهاية الحرائق
وبداية الأزمنة المستحمة بالضياء
من يدل هذا الانهيار على غرفة مناسبة
لرثاء أحلام اغتيلت في قفص الصدر لحظةالولادة….
وأخرى تعفنت في جوف الكلمات
حين انتعش التمرد في بوصلة الرأس
وقال الحرف : قد أعود من رحلات الشعر
بابتسامات تنير درب الغد
لتمر الأحلام دون وصاية أو وساطة
كما صدى المايات في الهواء الطلق
لكن اللعنات غابات كثيفة
ابتلعت النيازك والأسماء والحب
وتركتني هذيانا يتصبب عرقا في شق جدار
أريدني حرا طليقا…أتمدد كظل شجرة
أدحرج المساءات على بساط الغروب
أفند كل الأفكار المتسللة إلى أحشائي
عصفورا لا يؤرقه طاعون البقاء
يعبر البلاد ملتحفا نزاهة الريح
بعيدا عن مستنقع يسخر جهرا من الأعمار الطويلة
يبني عشه فوق شجرة
ولا يعاتب الرياح إن هدته….فتلك سنة الله ….
لا سنة أبالسة يصادرون الحيوات….
يقصفون الأعمار
يختلسون السنين جشعا….
ثم يوزعون الأكفان رأفة
أشم الآن رائحة غيابي العالقة بالرصيف
لن أستدير….قد ابتلعت الأمس مرغما
لكني سأبصق الغد كاملا
أتنزه كما الموتى في روح شاعر !