تُفاحٌ من زعفران
مفتاح البركي | ليبيا
حالمة البذار
تلك التي وهبت سحنتها
لغيمةٍ مالحة على شفير الظمأ
ترتجي المطر
من قيظٍ شامت الجمر
متأجج الخراب !
ينكأ الطين الطري
حتى تخمص الوجع
من مسارب تقتفي سُقي الغمام
إلا أن الشوك الزؤوم لم يبارح
حدائق الغُنج المتكدس على آسرةِ الورد
لاشيء يبددُ وحشة المواويل
سوى قصبٌ و تُفاحٌ من زعفران
فاغر الحزن
يكنسُ بذار العتمة
من فوقِ لجج الغياب
حالمة الثمر المتدلي
من جدائل الدهشة
هاهي تبحر بأغانٍ و تمائم
تنسجها من نخلٍ باسق الوجد
تباركه تعاويذ المطر
ترقب تفاح الغواية
وتحت وسادة الحلم
تدس تباريح العذارى الحالمات
بغرقٍ لذيذ
السائحات في بساتين الغرام
المعلقات على حوائط اللوفر
بوشم الغناء
ينثرن ما تبقى لهن
من ريشٍ و تيه و شبق
على آرائك الليل الغرير
كلما نادتها الشمس
ركضت إليها كوردةٍ
فاغرة الحزن اللذيذ الصديق
تُلقي ضفائرها على جبين الليل
و تصرخ في منامات
النجوم الحالمة
بأحزان العطر و إندهاش النور
و أنا يا سيدة الغياب
كصدى قيثارة تستريح
من وجع الوتر
ارحل في الصدى
رحلة الرحيل
الجرحُ في وتري و مازلتُ
أغني أمام مرايا السراب
هي تفاحة درويشة
حالمة
بطفولة الحب
و لها أولى أمارات الخلق
هي زُليخة
و ما فعلت بالقمصان !
شهية العري الرحيم
قالت له :
لا تقل إنك مللتني
و قد قددتك من دُبر
فمنذ قرون و أنت تقددني باللثم
حتى انهمرت منك
على قدمي أجمل القُبل
لا تقل إني
جعلتك حزيناً
و أمامك و ضعت قيثارة
النبيذ تُنادمُ جنونك
بإمكاني أن اشد اشرعة الرحيل
لو انك زورقي
لو أني آلهة البحر
و لعنة الموج
في سفر الأنبياء
سيكون علي أن أحمل
منك من كل زوجين اثنين
حتى نعبر أرخبيل اللعنة العتمة
باحثةٌ عن تفاحة حالمة
تدعوني في هذا الليل
إلى سر الخلاص.