لصوص النصوص !

 

لاشك أن هذا الواقع الرقمي المتخيَّل الذي نُزْجِي فيه نِتاجنا الأدبيّ، ما هو إلا كلأ مباح، تهيم فيه السوائم، َوترتع فيه الأوابد، وتطفل فيه الوحوش والضواري، دون فَيْئةٍ من عقل، أو وخزة من ضمير ..
و لاشك اننا نتعامل بطريقة ما، مع هذا الواقع الكئيب على أنه كذلك، وليس ثمة طريقة (مهذبة)، قوية تجعل من هذا الإنسان التسلق؛ الذي اعتاد السطو الأخلاقي عبرة، كي يتوقف عن تَسَلُّقه المهترئ ، وتَقمُّمِهِ البائس على، إبداع الآخرين…

وعليه؛ فإن ما ننشره؛ إما أن نُدرجه معتبرين هذه المعاني، وإما أن نحبس عوارف نصوصنا في اعماقنا، إلى الوقت الذي يخرج طفلا(ورقيا) مكتمل النضج، محفوظ الجانب ، يتأبّي على التبني أو الانتساب إلى غير أهله …

وهذا الأمر غير متيسر، إلا لفئة فذة نافذة موسرة، او فئة مخملية فارهة، تملك من الأدوات والإمكانات والرفاهية، ما يُحيل أفكارها المتواضعة صكوكا على أوراق ناعمة، بالغة الحُسن….

وحتى نبلغ مقدار أحد هذين الحسنيين؛ فلنا ان نصبر على همج رعاع، طماطم أغشام بغام، يعيثون في النصوص فسادا، فيحرفونها عن جهتها ، ويُتلفون خصوصيتنا في النص، وينتهبون احساسنا منه عن سابق عمد وسطو ونزق..

سرقت إحداهن لي خاطرة ناعمة، ونشرتها على صفحتها، ونسبتها لنفسها، منتهزة فرصة غيابي أياما طويلة.. وحققت من وراءها (مجدا كبيرا) ؛ حيث أثنى عليها أضعاف أضعاف أضعاف من اثنوا عليها عندي، حين نشرتُها في وقت أسبق…
وكانت هذه البائسة صديقة لصفحتي !
ترددت في إخبارها بسوء ما فعلت.. ولما تجرأت، ارسلت لها بحزني من أمر لم يرقني قد اقترفَته معي، فكان أن تعجبَتْ كثيرا!
إذ لم تجد لحزني معنى؛ كما لو كانت سَرِقتها لنصي ونسبته إليها، شرفا لي وللنص!
فلما عاينت ردة فعلتها الغبية هذه؛ توقفت عن إخبارها بتفصيل وجُرم ما فعلت.. لان مثل هذه الكائنات المتردية؛ تتغذي على بقآيا الموائد وفتاتها، وأن مجرد العتاب يرفع من قدرها..
فاكتفيت بإلغاء الصداقة، ووليت عنها، مرتهن الحزن، كاسف البال…

فصبرا يا كل من سُرقتْ بعض نصوصه على مثل هذ الاقتيات البائس، من بقايا بشر، يؤدون – بجدع أُنوفهم – ان يكونوا مثلك، ولم يبلغ جهدهم على محاكاة أصلك، أو مطاولة فرعك…
وفق الله الجميع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى