وكـــــــأن

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

ترى كيف أبدأ يومي

 أغسل جذع المشمشة

 بالمكنسة والصابون السائل

 كما أمر المهندس الزراعي

 او أبخ المقابض…

والمرآة

 وبلور النوافذ

 والعتبة بالكلور

 أحاول حذف بعض المقاطع من ذاكرة

 كسروة قديمة جدا

 عند سور جبانة الفرنسيس واليهود

 مثلا تلك المرأة الحليبية في الحرج

 ترفع جبتها عن عانة كالفحم

 يمرغ فيه صاحبها وجهه

 ولا يفعلا شيئا آخر غير الدردشة

 كان خلف الصخرة الناتئة طفلا

 بسروال قصيرا أبيض

***

 

وكأن الجو مشرقا

يكتنفني شعورا لذيذا

قلبي يرجف بالفرح

تعجبني رائحة التراب

وبلل العشب…

والكراسي العامة

وقفزات الدوري بين فروع شجرة عارمة

وصوت الماء تحت عجلات المركبات

لون أزهار البوڨانفيلي الغامق الكئيب

 لمس جذوع الشجر

 السير تحت النوء

 فرجة منحدر الغابة

 ينقشع عنه الضباب شيئا فشيئا للأعلى

 تبرق إبر الصنوبر كأني أراها من هنا

 أتجاهل رنين الهاتف

 بعض الأفكار أكورها كورق الأوساخ

وبعضها أغلق عليها في درح الذاكرة

***

 

أشعر بدوار خفيف

وأنا أمسح وأعقم

مقابض ومفاصل

دربزنات وأسطح

ومجازات القصيدة…

يشطح ويحلق خيالي بعيدا

عن أخبار و مزابل القنوات وأفلام ال 3d

وأفلام الجراثيم والفيروسات المصنعة

حيث العصافير الملونة

والمروج والنوار البري

والنسمة الطرية المنعشة

بين أعراف الشجر الكثيف

حيث لا تبدو وأنت ممدد على ظهرك على العشب

غير بقع صغيرة من السماء

ناصعة الزرقة

رائعة

***

 

في العطفة المقرونة

بشجرة يابسة

يقف الخوف…

مقابل نافذة مغلقة

تلهو الريح بغلاف مجلة

بأن تلزقه في دفة النافذة وتنزعه

يكف المطر عن السقوط

لا أحد في الشارع

ينعكس المصباح على الرصيف المبلول في رأس الشارع

في حين ترجع الريح الرذاذ

أنا أرشف الزعتر بتلذذ أتابع فيلم خيالي

 قديم ..

***

 

رشفة القهوة

كأنها رمل في حلقي

لما كل الشعراء حطب

يطقطق في اللهب…

تحب نورة

حارس ليلي

تقضي بعض الليالي في أجيج حضنه

أتخيل نفسي نحات

أكور الطين

 مؤخرة

والجنب الأيسر

ونهد جميل التكوير والحلمة

يكسر خلوتي رنين الهاتف

آلو.. السلام عليكم

من معي

أقطع المكالمة

أضع الهاتف أيما كان على كرسي

فوق الخزانة تحتها

يجول في خاطري تعبير عجوز مغتربة

الأكل في فرنسا على الطاولات

القهوة لذيذة

على كراسي مريحة

وطاولات جميلة

تتيمم للصلاة

تشكوا عدم مسك البول

يضحك على نفسه إذ

ما علاقة قصة كهذه

تضحك الموديل على الركبة و شكل المهبل المبدئي

ينهرها

تنهنض تتمطى تشكوا التعب

جميلة

تفاصيل وطيات

مؤخرتها ولا أجمل

وردة يشللها الضوء

يطلب منها أن تأخذ أُجرتها من جيب معطفه الأيسر

من على المشجب خلف الباب

ويديه تحت سنبور النحاس تسح منهما

طين

ربلتها

وشكل العين

***

 

قبل أن يستريح

 بعد الحمام الحار

وأن يتكئ على الأريكة مقابل التلفزة

يرجع إناء القهوة إلى مكانه بعد أن يأخذ رشفة

يقلب قنوات الوثائقيات متجنبا الأخباريات…

ينفخ متنهدا من عمق قلبه

راجيا الله

الرحمان

أن يرحم الأمة العربية

قبل وباء الكورونا

من فيروسات وجراثيم الطغم الحاكمة

يصلي ركعتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى