الكيانات الساسية.. سر النجاح وأسباب الفشل

رضا راشد | الأزهر الشريف

كل تنظيم أو تيار سياسي (أيًّا ما كان الاسم) عبارة عن هرم قمته القيادة وقاعدته الجماهير التي تنضوى تحت رايته ،

ويتوقف نجاح هذا التنظيم أو التيار على نوع وطبيعة العلاقة بين القمة والقاعدة.

فإذا كانت العلاقة تبادلية من التأثير والتأثر: بأن كانت القاعدة هي المرآة الصادقة للقمة (القيادة) تنقل لها الأحداث والواقع دون تهوين أو تهويل، ثم تناقش القاعدةُ القيادةَ فيما اتخذته من قرارات ومسوغاتها= فذلك بشير النجاح؛ لأنه يرغم القيادة على التفكير مليا قبل اتخاذ اي قرار ، تماما كما يحدث في الدول الأوربية : تفكر الحكومة جيدا قبل اتخاذ اي قرار؛ خوفا من عدم موافقة البرلمان عليه.

أما إذا كانت العلاقة تسير في اتجاه واحد (تتخذ القيادة القرار وما على القاعدة إلا التنفيذ) فذلك نذير الفشل ؛ إذ تطمئن القيادة إلى أن أي قرار تتخذه سيحظى بالقبول من القاعدة، وستبادر إلى تنفيذه دونما مساءلة أو مناقشة ، وبذلك لن تجتهد في التفكير قبل اتخاذ القرار ، يدفعها إلى ذلك اطمئنانها إلى أنها لن تحاسب، ولن تناقش كما يحدث في برلمانات الدول العربية: مهما تتخذ الحكومة من قرارات صادمة فليس هناك من نتيجة للاستجواب إلا الرفض والعودة إلى جدول الأعمال!!!، مما يسمح باتخاذ أي قرار ، فإذا ما كانت هذه سياسةَ التيارات والتنظيمات فإنها سرعان ما تنهار بمعاول الهدم من الجانبين: من جانب القيادة التي لم تتريث في اتخاذ القرار ولم تدرس توابعه؛ ومن جانب القاعدة التى لم تقم بدورها في محاسبة القيادة على قراراتها.

إن على القاعدة الجماهيرية لأي تنظيم أو تيار سياسي- دورا لا يقل في أهميته عن دور القيادة ، إن لم يزد ، فهي تمهد الأرضية لاتخاذ القرارات المناسبة بما تهيئه للقيادة من صورة صادقة للواقع ، ثم تفوم بدورها في المساءلة بعد ذلك فيما يتخذ من قرارات، بذلك ينتظم العمل ويقوى الكيان ،فإن لم يتم هذا (وغالبا ما يحدث )كان التسرع في اتخاذ القرارات ، وكان الهوى ، وهما مطيتا الفشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى