نَـظَــرٌ
عماد الدين التونسي
جَوْدُ ، سَاقَهَا السُّحُبُ
طَالَ جُودَهَا الْهُدُبُ
|||
وَاجِبٌ ، وَ مُعْجِزَتِي
أَحْرُفٌ لِمَا يَجِبُ
|||
فِي سُلَافَةٍ ، خَضِرٌ
آيَةٌ بِهَا عِنَبُ
|||
كَمْ نَبِيُّ ، كَمْ لُغَةٌ
وَحْيُ سِفْرِهَا الْأَدَبُ
|||
سُكَّرٌ وَ مِنْ شَفَةٍ
كَالرَّوِيِّ يَنْسَكِبُ
|||
كَمْ كَتَبْتُ فِي جَسَدِ
تَاهَ ، بَيْنَهَا الْكُتُبُ
|||
تَاهَ ، أَيْنَ ؟ فِي قَبَسٍ
مِنْهُ يَبْزَغُ الذَّهَبُ
|||
مَهْدُ أَصْلِ كَوْكَبَةٍ
أَنْشَدَتْ ، هِيَ النَّسَبُ
|||
إِنَّهَا ثَرَى ، أُمَمٍ
مِنْ نَدَى ، لَهَا رُتَبُ
|||
فِي عُيُونِهَا ، نَظَرٌ
مِنْهُ يُبْعَثُ الْعَرَبُ
|||
“تُونِسُ” الْتِّي أَسَرَتْ
عَاشِقًا ، بِهَا الْعُجُبُ
|||
شَاعَ فَجْرُ بَسْمَتِهَا
بَعْدَ لَيْلِ مَنْ حَرِبُوا
|||
وَجْهُ بَوْحِ أَجْنِحَةٍ
قَدْ أَتَى بِهَا الشُّهُبُ
|||
قِبْلَةٌ ، لَهَا عَلَمٌ
مِنْهُ يَخْشَعُ الْأَرَبُ
|||
يَا ضَمِيرَ مَنْ نَطَقُوا:
“لَنْ تَدُومَ ذِي النُّوَبُ!”
|||
هُمْ ، هُنَا وَصِيَّتُهُمْ
فِي الْقُلُوبِ إِنْ ذَهَبُوا
|||
نَجْمَتِي ، أَنَا قَمَرٌ
مِنْ هِلَالِ مَنْ عَتَبُوا
|||
أَحْمَرٌ ، وَ فِي أُفُقٍ
مِنْ بَيَاضِهِ الطَّرَبُ
|||
يَا رُؤًى ، صَبَابَتُهَا
فِتْنَةٌ وَ تَلْتَهِبُ
|||
فِي سُطُورِ قَافِيَتِي
مَوْعِدٌ وَ يَقْتَرِبُ