الخطيئة أو المؤامرة الكبرى.. منع الشعوب عن زيارة القدس بعد كامب ديفيد
عماد أبو زيد | مصر
لأسباب عدة منها الأمني والإقتصادي ومنها جائحة الكورونا كان المسجد الأقصى خالياً من المصليين في العامين الماضيين .. ومن ثم كانت إسرائيل قد اعتادت هذه الوضعية و ارتاحت لها وآمنت بها وصدقت نفسها.. وطابت مستقراً ومقاماً .
وحين رأت في شهر رمضان المبارك من هذا العام الهجري 1442 هـ توافد المصلون من سائر أنحاء القدس وغيرها من المدن القريبة على المسجد الأقصى.. دب الرعب في قلبها .. وبدأت في التحرش بهم ومنع الكثير منهم من التوجه الى المسجد الأقصى.
هي لاتريد أن يرجع المسجد إلي سابق عهده، تريده مغلقا أو يخلو من المصلين، وقد ساعدها في ذلك العالم العربي حين أخطأ بمنع مسلمي ومسيحي الدول العريبة من التوجه إلى فلسطين وزيارة الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة اعتراضاً على توقيع اتفاقية كامب ديفيد منذ سنوات طويلة .
وأعتقد أن هذا العقاب العربي لحق بالعرب نفسهم، وأفقدهم جواز المرور والتواصل مع فلسطين؛ بل و عزز من عزلة فلسطين والفلسطنيين، وفي الوقت نفسه أفقد العرب ورقة المراقبة على حال المقدسيين والقدس وجل المناطق المحتلة. ويقيني أنها مراقبة في المقام الأول على السلوك الإسرائيلي ونشاطه وتصرفاته.
ومن ثم أعني ورقة ضغط على إسرائيل. وتأسيسا عليه أُلحِق بفلسطين ومدينة القدس خاصة وبالمقادسة والأماكن المقدسة وبالعاملين والتجار في مدينة القدس أذى كبيرا، وقد أعطي الشرعية للكيان الصهيوني في التنقيب تحت المسجد الأقصى بأمان تام بحثا عن هيكل سليمان المزعوم، وأعطي لهم الثقة بأن هذه الأماكن المقدسة ليس لها وريث وليس لها أهل، وقد سول لهم ذلك أنهم أصحاب هذه الأماكن المقدسة وشجعهم على تهجير جوار بيت المقدس من ديارهم قسرا واحتلالها واحلال مكانهم صهاينة، والعمل على كافة الأصعدة لتهويد القدس، كما ساعد ذلك أيضا في إفقار كل تجار مدينة القدس واصحاب المحال والحانات، وربما شجع ذلك كله الرئيس الأمريكي السابق ترامب على التوقيع بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لأنها صارت في ظنهم مدينة أشباح. في نهاية كلامي أذكر نفسي وإياكم بالاية الكريمة التي تقول :
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا).
تحية من القلب الى كل فلسطيني والى كل الصامدين على أرض فلسطين.