من الخليج للمحيط والعكس
د. حسن محمد العمراني | مصر
شيءٌ تمحور داخلي
فبحثت عنه ولم اجدْ
إلا دروباً كنتُ فيها
ادفن الراس المشتت
حين يعصفني نزيف الجرحِ
في وجه الحقائقِ
في دروبٍ من خيالْ
شبح المروءه يعتريها مرغما
لكنْ تجسدهُ
مُحالٌ في مُحالْ
|||
هي فلسفات العصرِ
في وطنٍ
يغلفه السكونُ
ويرتمي في حضنه
وينام مقرورَ الجوارحِ
زئبقي الانفعال
|||
والأقربون تخاذلوا
والأبعدون تنازلوا
ومرارة الأحداث تشرخ حلقنا
لكننا دوماً نهيجُ
ولا يجاوز بأسنا حدَّ السؤال
|||
فالغادرون يعولمون صراعنا
أوجاعنا
حتى تفشَّتْ
فى ضمائرنا اصطلاحات الوشايةِ والجدال
|||
في أي قاموسٍ
نفكُّ رموز ثورتنا؟
في أي قاموسٍ تُصاغْ؟
وبأي مصطلحات هذا العالم السوقي
يحويها فراغْ؟
وباي قاعدةٍ نجرد صمتنا
من نبرة التسكين والإعلال؟
|||
لا فرقَ
بين رداءة التاريخِ
حين يسبنا
ودناءة الشرف الملطخِ
حين نحسبه ولياً
نرتجيه تقربا
في حلقه الفسق المنمق بالوصال
|||
لا فرقَ يبدو الآن
بين معاولٍ تختط أحلاماً بيمناها
و باليسرى تقصقص من عناقيد العيال
|||
لا فرقَ بين أصابعٍ سفلي
تكفكف تارةً
دمع التماسيح التي
غدرَتْ بنا
وأصابعٍ عليا
تقيم حضارةً أخرى
على انقاضنا
وتدق أعناق الرجال
|||
لا فرقَ يا قلبي
إذا ما صرتَ صنديداً
أو استسلمت رعديداً
إذا ما قلتَ إنك آسفٌ
أو راجفٌ
قد يستوي في عصرنا
من يرفع الإبهام بالفيتو
ومن يستنزل اللعنات
في ساح النزال
|||
قد حفظنا
كل أسرار الهزائمِ
كل اشراك الولائمِ
حين تُعقد فوق مائدةٍ
تُثار على جوانبها
تفاصيلُ الزعامةِ
والإمامةِ
والولايةِ
والإثارةِ
والدعارةِ
بينما تحوي هوامشها
أقاصيص المذابح والقتال
|||
هي نكهةُ الأخبارِ
حين تهزُّنا
خمريةً نشتاقها
ونفيق منها
عندما يغتالنا التعتيمُ
والحلمُ المزيفُ
بالتحرر من مبادئنا
ملابسنا
هواجسنا العليلةِ
تحت أغلال العقال
|||
لا فرقَ يا وطني
إذا ما ضاعت الستونَ
أو سبعونَ عاماً
فيك زيفاً
أو بقتْ سبعون أخرى
تحت طائلة النعال!