حين يولد الجنون

لبنى مرتضى | شاعرة من سورية


على صفحة المزاج والماء النّظيف
تنبت الأزهار من أناملك البيضاء
تتشابك الأعضاء في النّجوى والبهاء
ينداح من ذكائك شوق النّار
أسرار فوضى الجُزر وغسق المرايا
ووشوشات تحت جدائل المساء
هاهي الحمائم البيض تدفع أجنحة
الرّيح توزّع الطّيوب والمنثور من جسد الورد
تأخذ في الرّوح شكل القلب ينبع من دهاليز
أسرارنا رؤىً وأفكاراً ورموزاً مبعثرة
هانحن بداية البداية لصفحات النّجوم من الكتاب
نسابق الفصول نملأُ عواطفنا بالهواء
والطّريق المُضاء بأشجار الزّيتون والقمر
لشتاءٍ يُطرب الحالمين بخصب المراعي
يفتّش عن نعنع يرش عليه الرّذاذ لينمو وينعش أحلامنا
ليعيد إلى عينيكَ زهور التّفاح والكرز
جسدكَ كأن بحراً طلّق الموجاتَ ونام
يأتي سراباً من نجوم
خجولاً يسابق الفصول لترتوي من جديد
كأن أطيافاً من المعنى تطارد مفرداتك
لغة تلم شتاتها..زُغباً من ممالك تضحك الشّمس لها
حينها مسّت عناقيد روحي قبل أن أكون
مرتحلةً في إشعال جمرة في ضلوعي
عند حافة غابة من أيام قادمة ضاقت بها السّماء والأمنيات
لتورد لفحَ أشواقي جنوناً وانكساراً
وشروداً على شجر الوقت والخيول العتيقة
لم أعد أبكي دموعاً..تسقط الكلمات منّي
هل تعودُ حكايةٌ لنا مثل مشيٍ على صفحة الماء
مثل حدس غامض لا اسم له
أعطنا يا رب من الخمر لنصرع وحش الحنين
وما يكفي من جراحنا لننسى الخسارات
قمر الحصادِ كان مسروقاً..مرهوناً في جبلٍ هناك
طائر يصرخ وراء كل بسمة ِجرحٍ
انزاح من فوق الجليد يعرفُ نفسه من بين يدي المطر
فاشربني صحوة اشتعال الضّوء واتبعني
في البحر رائحةً من حب
لتملأَ الوديان والحقول وصحارى العمر الحنون
وتصيرَ الحمائمُ أحلى وتركب غيماً
وتأخذَ في الرّوح شكلاً
لتترقرق دفئاً وتتساقط أوراقاً صفراء وخضراء
لأن قلبك مدى مُشبع بالمسرّات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى