شقة في الجحيم

أنيس البرعصي | ليبيا

لا فرق بين النوم في سوق شعبي للمسروقات والسكن في عمارة، النشاز واحد مع اختلاف الأساليب لإجهاض راحتك ،

فمثلا بالطابق الثاني ثمة طفل يبكي بصوت يشبه منشار المعادن ولا أحد يتطوع لإسكاته،

و جارٌ لا يتذكر تشغيل المضخة والمكنسة الكهربائية

إلا حين تقرر ركن هذا العالم جانبا

و وضع رأسك المثخن بالضوضاء على وسادتك.

و زوَّارٌ ملاعين من النوع الذي يأتون بلا موعد

ولا يرحلون إلا بكارثة

(كحالة وفاة أو اندلاع حريق)

يطرقون باب الجيران بعنف منذ ساعة رغم أنه لم يفتح أحد ..

مازالوا واقفين هناك على كلمة أحدهم حين قال

(سمعت صوت كرعين جوا)

السكن في عمارة يعني أنك كل صباح ستضطر إلى تحطيم أسنان أحدهم ،

أو النوم في سيارة والدك

أو تنتظر نيزكا

يضغط off

للعبة الفوضى هذه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى