لم تتركي خلفك شيئا أيتها العاصفة

 

سمير حماد | سوريا

لم تتركي  خلفك  شيئاً, ايتها العاصفة ……

الأعشاش  حول المدخنة تطايرت …..

والعصافير, تختبئ مرتعشة … حول جذوع الشجر….

أخشاب السور التي كان يعرّش الياسمين فوقها  ,

تحطّمت……واختفى البياض والعبير ….

حتى  شجرة اللبلاب, التي كانت تزيّن بابنا …

والتي اعتادت أن تساهر النجوم كل يوم …..

حملتها أوراقها الريح بعيداً …..

وشجرة البرتقال التي ماكنا نشعر بالريح, والمطر ….

لولا خشخشة أغصانها,

تعرّتْ, إلا من بضع برتقالات صفراء,

والدجاجات التي تطاير خمّها,

وقفت ترتعش  ملتصقة بالجدار….

والديك قربها ينفش جناحيه…. ليخفي ارتعاشه , 

ثم يصيح بصوت مبحوح …..

مظهرا ضعفه وعجزه  في الصقيع ….

شجرة التفاح  تعلن أنها ما تزال….. صامدة…

بضع تفاحات على الشجرة ,

تمد لسانها للعاصفة …….

واخريات  على الأرض , تنقرها العصافير …والدجاج … 

من سيستضيف النجوم بعد هذا الخراب …

من سيستقبل العصافير بعد أن تكسرت الأغصان …

من سيزين القصائد والأغاني , وفضاء حديقتنا …

 بعد سقوط التفاح والبرتقال ….؟؟؟

من سيكون قادرا على الفرح ,

بعد موت الياسمين ……..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى