أيتها البلاد!

د. أحمد جمعة | مصر

 

لقد توقف إطلاق الرصاص
ولم يعد أخي بعد
دوما يجيء في مثل الوقت
بعد أن يفرغ حنجرته
ويسدد دين الحجارة،
وأمي ما تزال أمام التلفاز
تراقب شريط الأخبار
وتخفي دموعها،

أمي امرأة قديمة
لكن فقدها لأبي
هز نخلة دموعها الشامخة
فتساقطت من عينيها
على طول المخيّم
مواويل،

أنا شاب جبان
أتعلل بساقيّ المقطوعتين،
وهل فقد الساقين
يمنع الحر أن يزود عن بلاده؟!

لقد توقف إطلاق الرصاص
وعاد الشهداء إلى السماء
والجرحى إلى المشافي
والأمهات إلى العويل والبكاء
والأصدقاء إلى الذكرى
والأبناء إلى اليتم
وأمي إلى مواويلها الطويلة
فقط أخي
أخي من لم يعد بعد
أيتها البلاد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى