على درب انتصار القدس وغزة

نظم الفقير إلى الله | أحمد بن يحيى بن أحمد الكندي – سلطنة عمان

أيا قدسُ أنت الروحُ لِلكُلِّ جامعُ

هَوايَ على مِحرابِ حُبكِ راكِعُ

///

وحُبكِ يَغْذُوهُ مِن اللهِ هَديُه

وهديُ رسولِ الله نِعمَ المنَابِعُ

///

فَنبتةُ حبي جَذرُها صار مُعرِقا

ومُورقُها بالنور أزهرُ يانعُ

///

تَمازجَ فيكِ الفضلُ من نُور ربِّنا

ونورُ رسولِ الله والرسلِ جامعُ

///

محمدُ إبراهيمُ عيسى وغيرُهم

أناروا على قُدسي الهُدى فهْو ساطعُ

///

تلاقى الحواريُّون والصحبُ سِيرةً

عَليكِ ونَاخَت في رُباك الشرائعُ

///

جَمعتِ حُظوظَ المجدِ في كُل أَعْصُرٍ

فأنتِ لنا شمَسٌ زَهتْها المَطالِعُ

///

وحبُكِ قُربى للإلهِ وعُلقَةٌ

إلى  الرُسْلِ والجناتِ تُرجى الذَرائعُ

///

عَقِيدةُ حَقٍّ في رِضَى اللهِ ربِنا

فيا نِعم بيعُ المرءِ والحقُ لامِعُ

///

تَوالَتْ سِنونٌ قُدسَنا بَعدَ عِزةٍ

ومِن جُرمِ مُحتلٍ تَوالَت فَظائعُ

///

فَها هِيَ قُدسِي اليومَ كَلمَى حَزِينةٌ

أَنَاخَت رَزَايا حَولهَا ومَطامِعُ

///

فَنَادَتْ أَلا هَلْ مِنْ مُغِيثٍ وناصرٍ

يَرُدُّ الأعادي حَازِمًا ويُقارِعُ

///

نِداؤكِ يا قُدساه للقلبِ مُؤلمٌ

فَمِنْ دُونِنا بُعدٌ قُيودٌ مَوانِعُ

///

فَيا ربِّ عَفْواً عن قُعودِ ونُصرةً

لِمَن رَابطوا تلك الشُّموسُ السَّواطِعُ

///

فَلا يَستَوي فِيها قُعودٌ ونَهضَةٌ

شُراةُ جِهادٍ لِلعِدَى وَهْو رَادِعُ

///

وَهَلْ يَستوي مَنْ بَاعَ للهِ رُوحَه

وَمَن يَرتِجي سِلْماً وإِنْ مَاتَ رَاكِعُ

///

وَفِي لُطْفِ رَبِي مَفْزَعٌ إِذْ تَنَوَّعَتْ

طَرائِقُ نَصْرِ الدِّينِ واللهُ شَافِعُ

///

فَيا أُمةَ الإسلامِ هُبُّوا بِقُوةٍ

لِنُصْرَةِ أُولى القبلتين نُسَارِعُ

///

فَمَسْرى حَبيبِ اللهِ يَدْعُو أَحِبَّةً

لَهُ نَصرُهُم دِينٌ وبِالحَقِّ صَادِعُ

///

بِنَفْسِيَ أُولى القِبلتينِ هَفَتْ لَكُم

قُلُوبُ هُداةٍ لا مُبِيرٌ وخَانِعٌ

///

أَتَاكِ أَتَاكِ النَصْرُ مِنْ غَزَةَ العُلى

عَزائمُهُم شُمْسٌ جَلَتْها الوَقَائِعُ

///

وَقَائعُ أَمْسَتْ في العَدوِ زَلازِلًا

فَجَيشُهُمُ المَقْهُورُ في الذُلِ راتِعُ

///

نُفوسُهُمُ تَبْغِي الملاجِئَ تَحْتَمِي

جُنودٌ وقُوَّادٌ إليها تَسَارَعوا

///

وهَلْ غَلَبَ الأعداءُ فِينَا شَجَاعةً

وَلكِنْ بِأَمرِ اللهِ يَجْري التَّدافُعُ

///

فَجَاء ابتِلاءُ اللهِ فِينَا مُمَحِّصًا

إلى أَهْلِ طَاغُوتٍ أوِ الحق صَادِعُ

///

فَـآهٍ زمانُ الذُّلِ في أمتي عَلا

طَلبْنَا بِها الدُنيا فَذَلَّتْ مَرابِعُ

///

مَرابِعُ كانت للهِدايةِ خُشَّعًا

عَلَتْ عِزةً فَالعالَمُونَ مُطَاوِعُ

///

فَلما خَلَعْنا لَامَةَ العِزِّ نُكِّسَتْ

فَصَارَت لِئَامٌ فَوقَنا تَتَتَابَعُ

///

وَلكِنَّ صُبْرَ الحَربِ مِن أَهلِ غَزةٍ

أَمَاطُوا رِدَاءَ الذُلِ واللهُ رَافِعُ

///

أَلَا يا أُسُودَ الحربِ يا رُمْحَ أُمتِي

أَعَدتُم لَنَا رُوحَ الجِهَادِ تُقَارِعُ

///

جِهادٌ هُو العِزُ الحَصينُ لأُمتي

وَفِي التَّرْكِ ذُلٌ والجَبَان يُوادِعُ

///

وبِالعِزةِ القَعْسَاءِ غَزةَ هَاشِمٍ

تَدَثَّرْتِ يا لَلْفَخْرِ رُمْحُكِ شَارِعُ

///

وَقَدَّمْتُمُ دَرْساً لأُمةِ أحمدٍ

حِصارٌ وتَجويعٌ وحَربٌ فَجَائعُ

///

سِلاحُكُمُ كَانَ الحِجارةَ فَانبَرتْ

كَتَائبُكمْ تَبْني فَجَاءَتْ بَدَائعُ

///

تَسابَقَ سِجِّيلٌ وفَجرٌ وبدْرُها

وصاروخُ عَيَّاشٍ بِها الموتُ نَاقِعُ

///

وَذَا بَعْضُ مَا أَعْدَدْتُم لِجهَادِكُمْ

وَأهلُ عَوَانِ الحَربِ شُهْبٌ لَوَامِعُ

///

رَمَيتُمْ بِعَزْمٍ سَدَّدَ الله رَميَكُمْ

نُصِرتُمْ بِرُعْبٍ وَهْوَ لِلْخَصْمِ قَاطِعُ

///

وفي الحربِ صُدْقٌ شَمّرِيُّ مَصَالِتٌ

لُيوثُ الوَغَى في الزَحْفِ كَالسَّدِ مَانِعُ

///

فَكُرُّوا على البَاغِي أَذِيقُوهُ بأسَكمْ

فذُو العَزمِ نارٌ في الوَغَى وقَوارِعُ

///

وشُدُّوا عليهمْ واصْدُقوا حَملَةَ الوَغَى

سَيَأتِيكُمُ بالصَبر نَصْرٌ يُسَارِعُ

///

لَقَدْ أَمْطَروا كُلَّ السَماءِ قَنابِلًا

عَليكُمْ بِها يَرْمِي جَبَانٌ وقَابِعُ

///

وَقَدْ دَمَّروا كُلَّ البِلادِ وأَحْرَقوا

ففي قَلبِهمْ حِقْدٌ سُعَارٌ شَنَائِعُ

///

فلا تَحْزَنوا إذ تَأَلَمون فَهُم بِها

عَويلُ نِسَاءٍ جَانَبَتْها المفَازِعُ

///

وإن يَلْتَقُوكُمْ فِي الوَغَى فَدَوارِعٌ

حُصُونٌ لهم قَدْ أَحْكَمَتْها الصَنَائعُ

///

وهَلْ يَمْنَعُ التَّحْصِينُ نُصْرةَ رَبِنا

كَذَا خَيْبَرٌ حتى أَتَتْهَا الصَّوادِعُ

///

وَكَمْ هَرَبوا مِنكمْ أَلَا فَاسْحَقُوهُمُ

فلا تُبْقِ دَيًّاراً فَما ثَمَّ وَازِعُ

///

صَوارِيخُكُمْ قد أَسْكَنَتْهُمْ مَلاجِئًا

هَنِيئًا هِلالُ النَّصْرِ في الأُفْقِ طَالِعُ

///

فَيا رَبِّ عَجِّلْ نَصْرَهمْ شُدَّ أَزْرَهمْ

فَأَنْتَ نَصيرٌ يَا إِلهِيَ سَامِعُ

///

أَغِثْهُمْ إلهي أَنْتَ غَوثٌ ومَلْجَأٌ

وَكُن لَهُمُ  إنَّ العَدوَ مُخَادِعُ

///

ويا رب فَرِّج كَرْبَهُمْ قَوِ ضَعْفَهُمْ

وَجَبْراً لِكَسْرٍ أَنتَ بِالغَوثِ وِاسِعُ

///

وَمُدَّهُمُ مِنْ لُطْفِ عَونِكَ قُوَّةً

بِمُسْتَأصِلِ الأَعداءِ تَقْوى المَصَارِعُ

///

أَغِثْ قُدْسَنا الأَقْصَى بِقُوةِ قَاهِرٍ

تَفُلُّ الأَعادي كَيدَهمْ وهْو رَاجِعُ

///

وَمُنَّ لَنا فِيه الصَّلاةَ مُحَرَّرًا

فَلِلفَرحَةِ الكُبْرى غُيُوثٌ هَوامِعُ

///

وَصَلِّ إلهي كُلَّما هُدَّ ظَالِمٌ

وَمُكِّنَ عَدْلٌ فَاستَطَابَتْ سَواجِعُ

///

عَلى خَيرِ مَنْ قَادَ الكَتَائبَ هَاديًا

وَمُطْفِئُ نَارَ الكُفْرِ لِلْخَيرِ زَارِعُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى