هي الأيامُ
محمد ناجي | مصر
هي الأيامُ تَمضِي لا نُبالي
ويَهرُبُ عُمرُنا كَدَّاً ولَهْوا
وننسىٰ أنَّ سهمَ الموتِ ماضٍ
رُقاداً إذ يُباغِتُنا وصَحوَا
ونَعدو في الحياةِ بغيرِ رُشدٍ
ويَخترِمُ الرَّدَىٰ الأجسادَ حَبْوا
ولم نَدرِ الحياةَ بظِلِّ عَيشٍ
فكيف حقيقةٌ للموتِ قُصوَىٰ؟
وإنَّ الموتَ خاتَمُ كلِّ حيٍّ
بنا يسعىٰ فيغزو الناسَ غَزوا
وأمواتٌ نُشَيِّعُهُمْ بُكاءً
بلاغٌ عندَ عَوْدِ الناسِ يُطوَىٰ
فأينَ لنا المَفَرُّ ونحنُ قَصدٌ ؟؟
أنَأوِي حيثُ تَوْبادٌ ورَضوَىٰ؟!
مَعاشُ المرءِ في الدنيا بِخَلْسٍ
كمِثلِ الطيرِ يَحسو الماءَ حَسوا
ولو يَقِنَ الرجالُ بِذاكَ حقَّـًا
لكان الموتُ تَعزيةً وسلوىٰ
إذا اختَرَمَ الحِمامُ لُيُوثَ غابٍ
رأيتَ كأنَّ في السَّكْراتِ جَرْوَا
أرىٰ الأعمارَ منا مِثلَ بئرٍ
وإنَّ لكلِّ ساقٍ ثَمَّ شأوا
وإنَّ دِلاءَها كَرُّ الليالي
تُغاضُ بِكَرِّها دَلْواً فدَلْوا
فيَا خِلِّي تَعَزَّ فليسَ خُلْدٌ
ومَنْ عندَ القضاءِ يَمُرُّ سَهْوا؟!
