نجومُ غزّة
أ. د. معتز علي القطب | القدس – فلسطين
(إلى غزّة العزه أهدي هذه القصيدة، الى أبطالها وأطفالها ونساءها ورجالها وهواءها وبحرها وسماءها مع الإحترام والتقدير من مدينة القدس الشريف)
أَسَدٌ مَا ماتَ وَمَا رَحَلَا
فِي غَزَّةَ بَلْ رَبَّى شِبْلا
///
نَجْمٌ قَد عَادَ لِيُرشِدَنَا
كي نَرجِعَ للوطنِ الأَحْلَى
///
مُذ وَدَّعَ غَزَّةَ وَالدُنَيا
وَمَضَى لِلفِردوسِ الأَعْلَى
///
شُهَداءُكِ غَزَّةَ مَا مَاتُوا
فِي غَزَّةَ لا نَجمٌ أَفَلا
///
سَيَعِيشُ عَلى الأرضِ وَيَحيَا
مَا مَاتَ وإن حتّى قُتِلا
///
هُو أَنشَأَ مَدرَسَةً عُظمَى
أوقَافاً فِي الأرضِ الأَغلَى
///
لا تَقبَلُ الا فُرسَاناً
كي تَصنَعَ للقُدسِ البَطَلا
///
مِنهَاجٌ بان بتربيةٍ
مِن سُنَّةِ من فينا عَدَلَا
///
ما أروعَ من دَرَسُوا فِيها
بالعِلّمِ نُكَافِحُ مَن جَهلا
///
اليومَ تَخَرَّجَ فِتيَتُها
وَأَعَادُوا في النَّفسِ الأَمَلَا
///
وَأَعَدّوا ما شاءَ المَولَى
وَمَضوا مَع مَن صَدَقَ الفِعْلَا
///
يا ليتَ دَرَسْتُ مَناهِجَهَا
فَأُعَالجَ فِي القُدسِ العِلَلَا
///
يَا ربِّ أُقبِّلُهم يوماً
أو أرسلُ للبطلِ القُبُلَا
///
من خَانَوا غَزَّةَ قَد مَاتُوا
حَتَّى مَن عَاشَ فَقد رَحَلا
///
أوراقُ التُوتِ مَتى سَقَطت
مَا عَادَت تَستُرُ مَن خَذَلا
///
هُم خَانوا حتَّى لو نَطَقُوا
بالضادِ فَقَد ضَلّوا السُبُلا
///
فَاحَت مُذ ماتوا رِيحَتُهم
كَم آذَت جِيفَتُهُم دُوَلَا
///
أَأُكَذبُ مَا تَقْرَؤُ عَينِي
مِن دَرسٍ لَيسَ لَهُ مَثَلَا
///
أُنْظُرْ فِي الأَعلَى كَم نجمٍ
لِلقُدسِ يُشيرُ وَمَا نَزَلَا
///
اليومَ تَذوَقنَا حَلْوَى
مِن مَطبخِ غَزَّةَ لَا أحلَى
///
سَيُكَافِئُ ربّي مَن حَمَلُوا
عَن أُمَّةِ أحمَدَ مَا حُمِلا
///
شُكَراً يَا أَشرفَ مَن عَمِلُوا
فِي أَطْهَرِ أَرْضٍ مَا عُمِلَا
///
يا أعظمَ مَن رَفَعُوا حِمْلاً
هُم شَالوا فَوقهم الجَبَلا
///
لِزِيَارةِ غَزَّةَ آدابٌ
إبدأ بِتَحِيَّتِهَا أولى
///
إخْلَعْ نَعلَيكَ لِكَي تَمضِي
فِي غَزَّةَ لا تَلبسْ نَعْلا
///
أطلالٌ بَاركها ربِّي
لا تمشِي واحتَرِم الطَلَلَا
///
يَا سَاكِن غَزَّةَ أذكُرْنَا
إنْ نَاجيتَ المَولَى لَيلَا
///
يَا سَاكِن غَزَّةَ قَد قُرِأَت
شَكواكَ عَلى المَلأ الأَعلى
///
أَبْشِرْ بالنَّصْرِ وَمَنْزِلَةٍ
لَن يُدرِكَهَا أبداً عَمَلَا
///
يَا أَكْرَمَ مَن قَد أَكْرَمَنَا
لَنْ تَجِدَ القُدسُ لَكم بَدَلَا
///
يَا أَطْهَرَ مَنْ فِي حَاضِرِنَا
أَهْوَاكِ وَأُهْديكِ المُقَلَا
///
لا يَفْهَمُ مَن ظَلَموا أنَّا
لا نَخشَى الموتَ أو الأجلا
///
يا بنتَ المكرمةِ العُظمى
في الجنةِ زَاحمتِ الرُسُلا
