رسالة طفل إلى أمّه في زمن الحرب

نائلة أبو طاحون | طولكرم – فلسطين

 

لاتحزني أُمّاهُ إن جاء الأجلْ

وتخضّب القلب البريءُ

ومات في عيني الأملْ

فالحربُ أُمّي لا تُفرق بين مَن

حمل السلاح مُدافعًا..

أَو مَنْ ظلمْ..

أُمّاهُ إنّي قد رسمتُ مع الرفاقِ

على الرمالِ مساجدا

ومعابرًا مفتوحةً .. منها نمُرْ

ولقد نقشتُ على الصخور عوالمًا مسحورة

تخلو من المحتلْ

///

لا تجزعي أُمّاهُ إن جاء الخبرْ

واسترجعي للّه طفلك ثمّ

وارضَيْ بِالقدر

أُمّاهُ إنّي قَد سئمتُ موائد الموت الزّؤامْ

فخرجتُ نحو البحر أَبحثُ عن أمانٍ عن سلامْ

كنّا نحلّقُ كالنوارسِ من بعيدْ

نستصرخُ الموج المسافر أن يثورْ

ولنشتكي ظُلم الخلائق للطّيورْ

فالعُربُ أُمّي لا تثورْ

العُربُ أُمّي للكرامةِ لا تَثورُ

وللدّما لا تغضبُ

للعُرب في ساح المجون مذاهبُ

ومراكبٌ للذلّ تهفو من بعيد ترقبُ

ومخالبٌ..

للموت في وطن الطهارة ترعبُ

قد ساءها أُماهُ أَنا لا نملْ

لا نتعبُ

ولأنّ أَحلام الشّبيبة في

الطفولة تُسكبُ

ولأنّنا الجيش الذي عند الوغى لا يُغلبُ

قد غاظها ما نحنُ فيه ومنْ نكونْ

فاغتالت الحُلْمَ البريء من العيونْ

واستسلمت للحقد آفاتُ المنونْ

بقذيفةٍ محمومةٍ مسعورةٍ

تجترّ منّا لحمنا حتى الدّماءْ

تستلُّ منّا روحنا

طيرًا يحلّق للسّماءْ

باسم الشهادة والفداءْ

باسم الشهادة والفداءْ

///

أُمّاه عُذرًا سامحي

فالموتُ قد سبق الزمَنْ

وتحطّم الحلُمُ الجميلُ

بأَن أَكون لك الوطنْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى