إلى أين تأخذني يا أبي؟
د. خضر محجز | عزة – فلسطين
إلى جهة الريح يا ولدي…
… وهما يخرجان من السهل، حيث
أقام جنودُ بونابرتَ تلاً لرصدِ
الظلال على سور عكا القديم ـ
يقول أبٌ لابنه: لا تخفْ. لا
تخفْ من أزيز الرصاص! التصقْ
بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
جبل في الشمالِ، ونرجعُ حين
يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد
ـ ومن يسكنُ البيتَ من بعدنا
يا أبي؟
ـ سيبقى على حاله مثلما كان
يا ولدي!
تحسس مفتاحَهُ مثلما يتحسسُ
أعضاءه، واطمأنَّ. وقال له
وهما يعبران سياجاً من الشوكِ:
يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الانجليزُ
أباك على شوك صُبّارةٍ ليلتين،
ولم يعترف أبداً. سوف تكبرُ يا
ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهمْ
سيرةَ الدم فوق الحديد…
لماذا تركت الحصان وحيداً؟
ـ لكي يؤنس البيتَ، يا ولدي،
فالبيوتُ تموت إذا غاب سكانها.