أشجار بلادي

د. إيهاب بسيسو | فلسطين

في بلادي دور إضافي للأشجار فهي تُنبت الأجساد على مدار الفصول …
هنا في المكان الواقع بين زرقة سماوية وتراب مقدس …
تخرج الأجساد من جذوع الأشجار مكتملة النمو فيما يشبه المعجزة، مدركة أن الطريق إلى نهارات الغد
يمر عبر حياة لا تعرف المستحيل …
في بلادي تضمر الهزائم كنوبات سعال عابرة وينتصر الهواء للراية ذات الألوان الأربعة …
فترفرف فوق الهامات في طرقات تكنس غبار الجنود المؤقت، تكنس خوف الوقت من الفولاذ وقلق الذاكرة من النسيان …
في بلادي تمنحنا الأشجار صورة إضافية للخلود …
نرى فيها أمهات عاليات، شامخات كالسنديان …
أمهات يلوحن لأسياد الجنازة …
أمهات يسقين شجيرات الوقت الهش لتصبح أشجاراً عالية في القريب، ينبت من اخضرارها المقدس المزيد من الأجساد …
في بلادي نعانق الأشجار، نكتب عن كبرياء تعلمناه من هيبة سمو شاهق، يمر في عروقنا كنبض حار
فنحيا …
ونمضي إلى موتنا كما الأشجار
هامات لا تعرف الهزيمة …
إن كنتم لا تصدقون
انظروا جيداً إلى الصورة المرفقة
ودققوا في الأجساد النابتة من أشجار بلادي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى