أَرى الْحُلْـمَ قافِـلاً
عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب
أَرى الْحُلْمَ قافِلاً ، أَرى النّاسَ كَمْ تَجْرِي
أَرى مَعْـبَراً يَضيـقُ … وَ الْعَـبْدُ لا يَـدْرِي
///
سَمِـعْتُ لِصَـوْتٍ قـالَ : اِبْـقَ عَلى عَهْدٍ
وَ سِـرْ حَيْـثُما بـانَـتْ حَـياةٌ بِـلَا سِــعْـرِ
///
تَـضيـعُ الطَّـريـقُ إِنْ أَرادَتْ بِـنـا قَـفْـزاً
تَبِـعْـنا هَـوى الدُّنْـيا رَقَـصْنا عَلى جَـمْرِ
///
يَجُـولُ الْهَـوى في قَـلْبِـنا بـاحِـثاً عَـنّا
لِيَلْـقى الْجَـوى حُبّاً وَ عِشْقاً عَلى وِتْـرِ
///
سَـنَـبْـكي عَـلى الـدُّنْـيا إِذا فـاتَـنا زَرْعٌ
وَ نَبْـقى جِـياعـاً نَشْـتَـهي مِنَّـةَ الدَّهْـرِ
///
سَنَحْيا انْتِظاراً مُـزْمِناً رافِـضاً يَـمْـشِي
بِنَـبْـضٍ أَسيـرٍ يُفْـرِغُ الْجَـهْرَ في السِّـرِّ
///
وَ نَكْذِبُ في وَجْهِ الدَّليلِ وَ لا نَخْشى
ضَمـيراً وَ لا لَوْماً وَ تَحْـتاً مِـنَ الصِّفْـرِ
///
سَـيُلْـقـي بِـنـا أَبْـنـاؤُنـا كِـذْبَـةً تُـرْمَـى
وَ يُـلْـقُوا بِأَسْـبابِ الْهَـزيمَـةِ وَ الْـقَـهْـرِ
///
وَ يَـنْـهـى وَبــاءٌ أَيَّ عَــبْـدٍ إِذا صَـلَّـى
وَ يَأْتي حَجـيجٌ يُشْغِلُ النّاسَ بِالْحَـفْرِ
///
فَـهَـلْ ضـاعَ مـا كُـنَّـا عَلَـيْهِ هُـنا قَـبْـلاً
وَ هَـلْ فـاتَ مـا يَبْـدو أَوانـاً بِـلا إِثْــرِ
///
أَيـا مُـتَـحَـلِّـلاً … وَ يـا فَــكَّ أَوْصــالٍ
تَـجَـلّى كَـمُـرْتَـدٍّ وَ عَـنْ بُـؤْسِـنا عَــرّي
///
تَـمَـهَّـلْ حَـيـاةً لا تَـكُـنْ حـائِــراً فِـيهـا
وَ دَعْ عَنْـكَ حُبَّ الْفـانِياتِ الَّتي تُـغْرِي
///
تَحَـرَّى طَريـقـاً لا تَـسِرْ قَبْلَ أَنْ تَـبْـدُو
عُـبُـوراً سَـوِيّـاً لا وُصُــولاً لَـهُ تَـفْـرِي
///
وَ دَعْـنِي بَعيداً عَـنْكَ حـيناً فَـقَـرِّبْـنِي
عَسانِي أَرى الْجَمالَ حَرْفاً كَما شِـعْـرِي
///
وَ إِنِّي سَأَبْـقى مـاسِكـاً مُخْلِـصاً كَيْ لا
تَشُكَّ الطَّريقُ في وُصُولي وَفي أَمْرِي
///
تَلَـمَّسْ طَـريقاً سالِـكاً مُـوصِـلاً شَـعْـباً
إِلـى أَمَـلٍ بِـالْـعَـيْـشِ إِثْــراً عَـلى إِثْــرِ
///
وَ طُـلْ حُـبَّـنا تَـنَـلْ رِضَانـا بِـهِ تَـنْـجُـو
وَخُذْ كُلَّ ما شاءَ الْهَوى مِنْكَ يا عُـمْرِي
///
عَجِبْتُ لِعُمْري صارَ يَمْشي عَلى كَـفّـي
وَ يَمْضي خَجـولاً مُخْفِياً حُبَّهُ الْعُـذْرِي
///
لِـمَ الْأَرْضُ يـا أَبـي تَـرى أَهْـلَـها تَبْـكي
تَرى الطَّوْدَ صاغِراً تَرى الْبَرَّ في الْبَـحْرِ
///
أيـا أَيُّـها الْإِنْسانُ … يا فـاقِـدَ الْإِنْـسِ
كَفاكَ الَّذي يَمْضي كَـفاكَ الَّـتِي يُـغْـرِي
///
وَ يا مُدْرِكاً شَـتّى أُمُـوراً … سَنُـلْفـينا
رُوَيْداً وَ مَهْـلاً كَيْ نَـرى قـابِضَ الْعُـمْرِ