نزهات في ديوان ” عندما لا تقرع الأجراس ” للأديبة السعودية شاديةً الشافعي
قراءة: علي العبيدي | ناقد – اتحاد الأدباء الدولي – العراق – أمريكا / تكساس
لنبدأ بفرادة العنوان ووقعه المحفز للقارئ..لم يكن اعتيادياً بل خلاباً و غير متوقع.. حين انحاز الأدباء للأبواب والشرفات والضفاف والمرافئ.. انحازت أديبتنا للأجراس المنسية التي تشتاق للمسة حنين ولهفة رنين.. وهكذا سيطر العنوان على ذائقة واستفزه بشغف ليقتحم النصوص ويقرع جرس المحتوى دهشةً دهشةً…
النصوص مكتظة بالصور الخلاقة وتفننت أديبتنا في ابتكار الصور، ووظفت الانزياح بشكل ٍ إبداعي محفوفاً بالتشويق تارة ومزخرفاً بجودة الدلالة تاراتٍ وتارات… رؤى خصبة مترامية البهاء تبرهن تمكن الأديبة من صورها ومعانيها.. هذا التنوع الأدبي والمتميز في النصوص يبقيك في حالة دهشة وغير قابل للملل..
نصوص وجدانية وفلسفية ووطنية وإنسانية توثق صراعات وتمهد مشاعر وتسخر مسافات وتروض أحلاما…
اشعال جذوة الوجع إطفاءٌ له
الغرق في تباريح السؤال إجابةٌ عنه
مجابة كل ما يهزمك بالندوب انتصار و استقراء واقعٌ يحاصرك نضال..
بهكذا تفرد و بهكذا تناقضٍ محمود
رسمت أديبتنا خارطة الدهشة دون أن تُحمل شيئاً مسؤولية كل هذه الانكسارات والظلال..كضياء يمتد و يقتلع كل عتمة دون أن يخدش الزمان و المكان و الشعور..
بين افولٍ و دفءٍ رحلة انطفاء
وبين فضولٍ و ذبولٍ أناقة فوضى
وبين موت فائض و كمين و تخمين صمودٌ اضطراري
وبين ظلال الظلال وميلاد الفناء
تظل الكلمة إنسان..
وفي خضم هذا النسيج الأدبي و الحراك الوجداني تقف بكل ما أوتيت من كبرياء و تقول لازلت شادية.. لله درك أديبتنا المتألقة شادية الشافعي.. حرفٌ رشيد و صور مجازية فخمة وبيانٌ قويم.. حرفك طير سلام تجرأ على دك الطريقة المستهلكة للكتابة.. جنان ألق أضاءت وأثمرت روعةً و تشويقا ً وعمقا.. عصفٌ إبداعي خلاق روحاني ووجداني وإنساني توغل فينا ليسافر بنا في ميلاد الدهشة ومعادها.. حقاً تأخذين الأبجدية لنزهة..